عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 05-06-2014, 05:53 PM
عبدالفتاح الرنتيسي عبدالفتاح الرنتيسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: الاردن
المشاركات: 935
افتراضي


[كلمة شيخنا مشهور بن حسن حول أوضاع الأمة وأحداث سوريا والموقف منها]

أقول: الذي يعيش في بلاد الشَّام خاصة يجد أثر الصوفية العميق في الأمة، وأن الإنسان كلما قرأ لشيخ الإسلام بخاصة -وهو شامي- استطاع أن يتخلَّص من عوالقِ ورواسب تصوُّفِ والصُّوفية وخرافاتهم، ودون ذلك يعسر على الإنسان أن يتخلص.
وأزيد على هذا فأقول: الذي لم يقرأ ويسمع ويعايش ويفهم هذه الدَّعوة المُباركة من كبرائها، وعلى رأسهم -في هذا المضمار خاصة- شيخُنا الإمامُ الألباني -رحمه اللهُ-؛ فهو لا يعرفُ الدَّعوة السَّلفيَّة المعرفةَ الصحيحة.
جمعني في بيت أخينا أبي إسلام -من فترةٍ قصيرة- مع بعض الوُعَّاظ المعروفين في العالَم، يَسأل أسئلة عجيبة في دقائق قليلة، يقول: أما ترى أن الشيخَ ابن عثيمين لمَّا خرجَ عن المذهبِ اضطرب؟ لمَّا خرج الشيخ ابن عثيمين عن المذهب الحنبلي اضطرب؟
قلتُ: ... الشيخ ابن عثيمين لولا خروجُه عن المذهب ما وُضع له هذا القبول!
لماذا وَضع الله القبول للشيخ ابن عثيمين -رحمهُ الله-؟ لأنه كان متجردًا للدليل، كان طَلاّبًا للحق.
انظر إلى هذه الصورة، وتلك الصورة.
يقول: أرأيت رجلاً ألَّف ومسح كتابَه وغَسَل كتابه -كما كان يفعل السلف-؟
قلت: نعم، الشيخ الألباني، تعب فترة طويلة في حياته وهو يُخرِّج "المعجم الصغير" للطبراني، وكَتب عليه: (لا آذن أن يطبع) إيش معنى (لا آذن أن يُطبع)؟
هذا شبيه بِغسل السلف كتبهم، كأنه يتكلم في أن من اشتغل بالتأليف -أمثال شيخنا الألباني- والتحقيق، هؤلاء ضلوا الطريق وخرجوا عن مذهب السلف!
ولذا أقول: الذي لم يدمنْ ولم يُلازم مشايخ الدَّعوة السَّلفيَّة الكبار ليس مأذونًا لهم أن يتكلَّموا باسم الدَّعوة.
اليوم الإعلام العالمي يتقصَّد أن يُلحق بهذه الدَّعوة كلامًا هو يَفرح به، ويصدر من أناسٍ ليس لهم موقع في هذه الدعوة، هم آحاد ويتكلَّمون من رؤوسهم!
حتى أن الأمر الذي يُستغرب له من المظاهرات التي قامت في لبنان تأييدًا للجيش الحر والثورة السورية، قالوا: قام بها السلفيين! فواحدة تتصل مع القائد لهذه المظاهرات فتقول له: أنتم أيها السلفيون! يقول لها: أنا لست بسلفي!
ومع هذا بقي الإعلام يقول: السلفيون!
فالدَّعوة السَّلفيَّة تؤخذ مِن أبنائها الذين تتلمذُوا على المشايخ الكبار، وأمَّا الذين نبتوا نباتًا بريًّا، ولم يُعرف لهم صلة بالمشايخ الكبار، هؤلاء يتكلمون من رؤوسهم، ولا يُناط بالدعوة تصريحات هؤلاء؛ فالدَّعوة السَّلفيَّة لا تتحمل تصريحات محمد حسين يعقوب، والدَّعوة السَّلفيَّة لا تتحمل تصريحات محمد حسان، هم إخواننا، ونفع الله بهم، وجزاهم الله خيرًا، لكن الدَّعوة السَّلفيَّة لا تتحمل تصريحات هؤلاء، هؤلاء يتكلمون مِن رؤوسهم، إن أصابوا فجزاهم الله خيرا، وإن أخطؤوا فهم يتحملون خطأهم.
الدَّعوة السَّلفيَّة أكبرُ من هؤلاء، والإعلام اليوم لما يتكلم يقول: سلفيون مثل فلان وفلان، تصريحات هؤلاء أصبحت ملتصقة بالدَّعوة السَّلفيَّة، والأمر ليس كذلك!
من أراد أن يحاكم الدَّعوة السَّلفيَّة فشيوخ الدَّعوة السَّلفيَّة معروفون، والتلاميذ المُلازمون لهؤلاء الشيوخ معروفون، ومَن يسير على منهج هؤلاء معروفون، فالدَّعوة السَّلفيَّة تؤخذ من هؤلاء، وما عدا ذلك أقوال أفراد.
لا يمكن لسلفي يقول: أنا أقوم بالتغيير بأني أنا أعتصم أنا وتلاميذي وزوجتي وأهلي وبناتي بميدان التحرير!!
لا يمكن!
والله الذي لا إله إلا هو؛ لو أن المسلمين -من لدن آدم إلى قيام الساعة- اجتمعوا في ميدان التَّحرير لا يُغيِّرون التَّغيير الذي يحبُّه الله، والتَّغيير الشَّرعي، فنحن لا نريد أي تغيير، نحن نريد تغييرًا شرعيًّا، وهذا التَّغيير الشَّرعي منوط بقواعد مذكورة في الكتاب والسُّنَّة.
هذه كلمة دعت إليها الحاجة، وهذه كلمة لا بُد أن نتذكرها وأن نُرددَها حتى نخرج مما نحن فيه ، أو حتى نخففَ مِن وطأة ما نحن فيه.
فالذي يجري اليوم أن الإنسان في مصر: يجب على المرأة أن تترك ولدها رضيعها، وأن لا تستأذن أباها، وأن تخرج للجهاد في سورية!! لماذا لا تخرج أنت -يا من تقول بهذا-؟ تقول أنا لا أستطيع؟ أنا أدلك: اذهب إلى تركيا تدخل، تحت قوى دول عالميَّة تدخل إلى سورية، فيه توجه عالمي لإدخال الشباب للقتال والالتحاق بالجيش الحر..
قولك لا تستطيع؛ أنت كذاب، تستطيع! فالذي ترضاه لغيرك؛ افعله!
لا نريد أن تكون كذاك الرجل له تلاميذ قال: الجهاد في العراق واجب.. سقطت بغداد.. يجب أن نحارب الأمريكان!
فولده أول من فزع، فلما علم أن ولده ذهب إلى بغداد؛ اتصل بوزير الداخلية قال: (دخيلك! من شان ربنا؛ رجِّع ابني)! لماذا يرجع ابنه؟! وأنت تقرر أن الجهاد واجب! فالأصل أن تدفع ولدك!
ولذا -إخواني- هذه مسائل ما ينبغي أن نتكلَّم فيها إلا ديانة، لا يجوزُ أن نتكلم فيها بظنٍّ وتخمين، هذه دماء، هذه مسائل ليست سهلة، الأحداث التي تجري لها صلة بأحداث الدُّنيا إلى قيام الساعة، الأمَّة على مفترق طريق خطير وخطير للغاية؛ فالواجب علينا أن نحفظ رأسَ مالِنا.
الذي أحبُّه لإخواننا مِن طلبة العِلم -ممَّن يُقيم في الشَّام-: أن يَخرج من الشَّام، وخروجُه من الشَّام حفظ رأس المال، لا نُريد أن نقامر وأن نغامر بفضلاء إخواننا وهؤلاء الشَّباب المساكين يذهبون ضحيَّة ثم لا تدري ماذا سيحصل بعد.
أن يتغيَّر نظام أسد سهل؛ لكن: مَن الذي يأتي بعده؟
ما الذي يمنع أن يُقال أن الشَّام فُرغت سابقًا من أهل السُّنة، والآن عليها مؤامرة أن تُفرغ -أيضًا- من أهل السنة وأن يُصفى الصَّادقون منهم؟
وما الذي يمنع أن يذهبَ رجل من النظام ثم يعود رجل آخر بنفسِ .. كما كان يقول شيخُنا -رحمهُ الله-: (تغيير شكل من الأجل الأكل) يتغير شكل فقط، ويبقى التشيُّع [قائمًا]، ويتغيَّر نظام بعبارات معسولة!
ما الذي يمنع؟ من الذي يأتي؟ ما ندري!
لا يجوز للمسلم أن يجاهدَ إلا تحت راية ظاهرة، الرَّاية العُميَّة شرعًا حرام أن نقاتل تحتها، وقد ثبت في صحيح قوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قاتل تحت راية عُمِّيَّة فمات؛ فمِيتتُه جاهليَّة".
إذا ما فيه راية واضحة، راية ترفع شرع الله، راية لأجل إعلاءِ كلمة الله، لا نريد أن نقاتلَ مِن أجل (أن نفش غلنا) -كما يقولون-، القتال اليوم (فش غل)!
لا نحب الذي يجري في الشَّام، ولست مع النظام الباطني -معاذ الله أن تُتخذ كلماتي هذه ذريعة لبقاء نظام متسلط يقتل شعبَه- لا أريد هذا؛ لكن أريد أن نوسع مداركنا: مَن يقول بوجوب الجهاد دون إذن الوالي، وبدون إذن الزوج، والمرأة المُرضع ترمي رضيعَها وتذهب تقاتل من مصر، أين تذهب؟
هل هذه فتوى صحيحة؟!
هل هذه فتوى يمكن أن يُقدِم عليها راسخ في العلم؟!
هل هذه الفتوى يمكن أن يقدم عليها رجل تربى في أحضان العلماء؟!!
هذه فتوى الإعلاميين، فتوى الصحافيِّين، ليست هذه فتوى الرَّبانيين الراسخين في العلم!
وهذه -للأسف- تُحسب على الدَّعوة السَّلفيَّة!

هذه كلمة أحببت أن أبينَها لا لشيء -واللهِ- إلا لتبرأ ذمتي، وإلا ليفهم إخواني حقيقة بعض ما يجري في بلاد المسلمين.

وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
رد مع اقتباس