عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 12-31-2013, 12:01 AM
أبو زيد السلفي أبو زيد السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 190
افتراضي

طرحنا على الشيخ –حفظه الله – الرواية التالية:
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَقُلْتُ:
يَا أَبَا سَعِيدٍ اخْرُجْ بِنَا إِلَى النَّخْلِ نَتَحَدَّثُ قَالَ: نَعَمْ فَدَعَا بِخَمِيصَةٍ يَلْبَسُهَا ثُمَّ خَرَجَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ اعْتَكَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَشْرٍ مِنْ رَمَضَانَ فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةَ عِشْرِينَ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:(مَنْ كَانَ خَرَجَ؛ فَلْيَرْجِعْ؛ فَإِنِّي أُريت لَيْلَةَ الْقَدْرِ , وإنِّي أُنسيتُها وَإِنِّي رَأَيْتُ أنِّي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ , فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي وِتْرٍ)
قَالَ: أَبُو سَعِيدٍ وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ إِذَا السَّحَابُ أَمْثَالُ الْجِبَالِ فمُطرنا حَتَّى سَالَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ قَالَ: وَسَقْفُهُ يَوْمَئِذٍ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ حَتَّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِي مَاءٍ وَطِينٍ حَتَّى رَأَيْتُ الطِّينَ فِي أَرْنَبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
صححه الشيخ الالباني في التعليقات الحسان
هذا الحديث فيه أن تلك الصبيحة – صبيحة عشرين لم يكن فيها سحاب – وأن المطر كان ليلا وعلى القول بسبق الليل للنهار يكون المطر وقع ليلة واحد وعشرين وسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صبيحتها في ماء وطين وكان ذلك علامة على ليلة القدر ليلة الواحد وعشرين تلك السنة.

فكان جواب الشيخ عن هذا أن العلامة تسبق ليلة القدر ولا تكون بعدها، فيلزم من قوله من قوله أن يكون المطر وقع ليلة عشرين الموالية لصبيحتها، لكن يشكل على هذا رواية مسلم الاتية وفيها تصريح أبي سعيد – رضي الله عنه – أن المطر وقع ليلة إحدى وعشرين وأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سجد صبيحتها في ماء وطين ولا يمكن أن يكون ذلك إلا إذا كان الليل سابقا للنهار

جاء في صحيح مسلم:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَاوِرُ فِي الْعَشْرِ الَّتِي فِي وَسَطِ الشَّهْرِ فَإِذَا كَانَ مِنْ حِينِ يَمْضِي عِشْرُونَ لَيْلَةً وَيَسْتَقْبِلُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ رَجَعَ إِلَى مَسْكَنِهِ وَرَجَعَ مَنْ كَانَ يُجَاوِرُ مَعَهُ بِهِمْ إِنَّهُ قَامَ فِي شَهْرٍ جَاوَرَ فِيهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ الَّتِي كَانَ يَرْجِعُ فِيهَا فَخَطَبَ النَّاسَ فَأَمَرَهُمْ بِمَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ إِنِّي كُنْتُ أُجَاوِرُ هَذِهِ الْعَشْرَ ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُجَاوِرَ هَذِهِ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَبِتْ مَعِي فِي مُعْتَكفه وَقد رَأَيْتنِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي كُلِّ وِتْرٍ وَقد رأتني أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ مُطِرْنَا لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فِي مُصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَدِ انْصَرَفَ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ وَوَجْهُهُ مُبْتَلٌّ طِينًا وَمَاءً
- فأبو سعيد رضي الله عنه صرح أن المطر كان ليلة إحدى وعشرين
- وأنه سجد في صلاة الصبح في ماء وطين - أي أن العلامة كانت بعد لا قبل -
- ويدل عليه ما في الرواية الأولى أنه لم يكن في الصبيحة السابقة أي سحاب ولا مطر فلا مناص من أن يكون سجوده في ماء المطر في الصبيحة الموالية لواحد وعشرين لا السابقة

ولذلك قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله – في الفتح : ((‏قوله : ( فخرج صبيحة عشرين فخطبنا ) ..فإنه ظاهر في أن الخطبة كانت في صبح اليوم العشرين , ووقوع المطر كان في ليلة إحدى وعشرين وهو الموافق لبقية الطرق , وعلى هذا فكأن قوله في رواية مالك المذكورة " وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها " أي من الصبح الذي قبلها , ويكون في إضافة الصبح إليها تجوز .اهـ
__________________
قال ابن القيم رحمه الله: " السنة شجرة , والشهور فروعها , والأيام اغصانها , والساعات أوراقها , والانفاس ثمارها؛ فمن كانت انفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبه , ومن كانت في معصيه , فثمرته حنظله "

وقال أيضا:"
إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن انت بالله , وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله , وإذا أنسوا بأحبابهم , فاجعل انسك بالله , وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم , وتقربوا إليهم , لينالوا بهم العزه والرفعه , فتعرف انت إلى الله , وتودد إليه , تنل بذالك غاية العزه والرفعه .."
رد مع اقتباس