عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 12-14-2013, 02:55 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي طور سيناء جبل مبارك في سيناء ... مزيد ومتجدد.

شكر الله لكمـــا ابنتيَّ الحبيبتين «مهجة القلب» و «أم البراء» ونفع بكما وزادكما فضلاً وعلما.

إنّ طور سيناء جبل مبارك في سيناء، من أطراف بلاد الشام الجنوبية المباركة. والوادي المقدس طوى إلى جانبه، منه انطلقت نبوّة موسى - عليه الصلاة والسلام - ودعوته، كما جاء في كثير من الأدلة في كتاب الله العزيز والسنة النبوية المطهّرة.

ولسيناء موقع جغرافي هام حيث أنها تُعدّ رابطة اتصال بين مصر والشام، بل بين آسيا وأفريقيا.

وضُمّتْ سينـــاء إلى مصر ضمن تشكيلاتٍ إدارية للدولة العثمانيــــة، وذلك في عهد محمـــد علي رحمه الله - تعالى - عام 1810 م.

قال ابن كثير رحمه الله – تعالى - في تفسير قول الله - تعالى: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ [سورة المؤمنون: 20].

والشجرة: يعني الزيتونة.
والطور: هو الجبل.
وقال بعضهم: إنما يُسمى طورًا: إذا كان فيه شجر، فإن عُرّيَ عنها سُمِّيَ جبلاً لا طورًا، والله أعلم.
وطور سيناء هو طور سينين، وهو الجبل الذي كلّمَ الله عليه موسى بن عمران – عليه الصلاة والسلام، وما حوله منَ الجبال التي فيها شجر الزيتون ...] ا هـ.

وقال أيضا: [... قال بعض الأئمـــــة هذه محلٌّ ثلاثـــــة بعث الله في كل واحد منها نبيــّـــًا مرسلاً من أولي العزم أصحاب الشرائع الكبار:
فالأول: محله التين والزيتون، وهي بيت المقدس التي بعث الله منها عيسى ابن مريم - عليه السلام -.
والثاني: طور سينين، وهو طور سيناء الذي كلّمَ الله عليه موسى بن عمران – عليه الصلاة والسلام -.
والثالث: مكــــة وهو البلد الأمين الذي من دخله كان آمِنـــًا، وهو الذي أرسل فيه محمـدًا - صلى الله عليه وسلم ...] اهـ. انظر: [تفسير القرآن العظيم - 3/ 326 -327].

ولا يكفيهِ دليلاً قول من قال: بأن طور سينين أو طور سيناء هو الذي في بيت المقدس، وليس الذي في سيناء، لأن بيت المقدس أرض مباركة، وليس الأمر كذلك في سيناء.

وذلك لأن قُدسية بيت المقدس – ردّّها الله إلى المسلمين ردًا جميلا - لا تمنع ولا تُنافي مِن أن يكون الوادي المقدس طوى في سيناء، أو في غيرهما أيضًا مُقدّسا،
فقد ثبت في الحديث المتفق عليه أن جبريل - عليه الصلاة والسلام - جاء للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأمرٍ من ربه - سبحانه وتعالى – وأمره أن يصلي في وادي العقيق، وهو في منطقة ذي الحليفة، أو ما يُسمى ابيار علي) التي يُحْرِمُ منها الحجيج القادمون من المدينة إلى مكـــة، فالصلاة فيها تعظيمًا لقدسية المكان، وليست سُنة إحرامٍ كما يظنّ الكثيرون، إلا إذا وافقت وقت صلاة.

فعن ابن عباس- رضي الله عنهما - قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بوادي العقيق يقول: (أتاني الليلة آت من ربي فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك، وقل : عُمْرَةٌ في حجة). وفي رواية: (قل عمرة وحجة). (صحيح) رواه (البخاري ومسلم).

فبيت المقدس أرض مباركة، ووادي العقيق في ذي الحليفة أرض مباركة، والوادي المقدّس طُوى في سيناء أرض مباركة، مرّ به موسى عليه الصلاة والسلام - في طريق عودته من مِديَن إلى مصر، وبشره الله - تبارك وتعالى - باختياره نبيًا رسولاً إلى فرعون وإلى بني إسرائيل، وكلّمـــهُ كلامًا يليقُ بجلاله، بلا وساطة وحيٍ، وهذه كرامة من الله - تعالى - لنبيه موسى - عليه الصلاة والسلام -.

قال الله - تعالى - مُخاطِبًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ۞ إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ۞ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى ۞ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى ۞ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ۞ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي [سورة طه: 11 - 14].
________

لطفـــًــا:

لمزيد من الفائدة حول الموضوع إليك هذه المادة على هذا الرابط :

طور سينــــاء هو طور سينين، الذي في سيناء، هذا ما قاله العلماء.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس