عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-26-2009, 12:55 AM
محمد خشان محمد خشان غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 143
افتراضي

(5)
الأولياء عند الجفري يعرفون متى الأجل بل ويطلعهم الله على شيء من الغيب
يقول الجفري : وقد كان – أي الإمام النووي – في دمشق يدرس في دار الحديث فجاءه أحد فقراء الصوفية وقال له : يا إمام إن أحببت فارتحل إلى نوى فقد دنى الأجل، فأخد الإمام النووي بقول هذا الرجل الصالح الفقير فارتحل إلى نوى ولم تمض أيام حتى لقي الله عز وجل وهو في الرابعة والأربعين من عمره.
يأتي هنا الإشكال: كيف عرف هذا أن وقت موته قد قرب، هل يعلمون الغيب المطلق ؟ لا يعلمه إلا الله لكن الله يظهر على غيبه المطلق غيبا مقيدا يطلع عليه من شاء من عباده ....
ويقول : ... هذا دليل من الأدلة الذي اعتمد عليها أهل السنة والجماعة في جواز أن يطلع الله من شاء من عباده على شيء من الغيب (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه )) هذا الأصل أن الغيب المطلق لا يطلع عليه أحد ثم جاء الاستثناء ((إلا من ارتضى من رسول )) ولم يقل إلا الرسل، إنما(( إلا من ارتضى من رسول )) ومن تأتي لضرب المثل فيكون الرسول وغير الرسول ممن قد يكرم بمثل هذا الإطلاق اهــ
قلت :- وهذا استدلال باطل،وتحريفٌ لمعاني الآيات ، فمعنى الآية ظاهرٌ في أن من يطلعهم الله على الغيب هم الرسل خاصة – عليهم السلام – وهذا قول جمهور المفسرين ..

يقول القاسمي – رحمه الله – كما في ((محاسن التأويل 9/247)) :- قال الزمخشري : يعني أنه لا يطلع على الغيب إلا المرتضي الذي هو مصطفى للنبوة خاصة لا كل مرتضي ... وقد خص الله الرسل من بين المرتضين بالإطلاع على الغيب ... اهــ

ونسبة مذهبه الباطل إلى أهل السنة والجماعة، وقوله أن هذا من حججهم ،فكذب وافتراء ، بل هو مذهب غلاة الصوفية..
(6)
الجفري يجيز بناء المساجد على القبور ، وهو خلاف ماعليه أئمة الإسلام، ويحتج لذلك بحديث منكر وينسبه لصحيح الإمام مسلم

سُئِل الجفري - كما في مجلة الاهرام العربي- السبت 25/4/1423 هـ- 6/يونيو/2002 م – العدد 276 السؤال التي:
البعض يرفض الصلاة في المساجد التي بها أضرحة‏..‏ ما رأيك؟
فأجاب الجفري بما يلي:
(هذا من الخطأ‏,‏ الحبيب صلي الله عليه وسلم لما توفي اختلف الصحابة‏ كما جاء في صحيح مسلم ‏‏أندفنه في البقيع أم عند منبره ؟
حتى قال لهم من سمعهم إن رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ قال‏:‏إن الأنبياء يدفنون حيث يقبضون فدفن في بيته‏,‏ فهل الصحابة كانوا جاهلين أم أن عقيدتهم كانت مهزوزة ؟ ففي صحيح مسلم أن عددا من الصحابة رأوا أن يدفن عند منبره في مسجده..الخ) .


قلت : وهذا الحديث الذي احتج به الجفري ليس في صحيح مسلم، بل هو حديث منكر، لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم،، وقد رواه ابن ماجه في سننه وهو فيه برقم ((1628)) من طريق حسين بن عبدالله بن عبيدالله بن العباس، وهو علة الحديث، قال عنه الإمام أحمد :- له أشياء منكرة كما في ((الجرح والتعديل 3/57)) وقال الجوزجاني كما في ((أحوال الرجال برقم 233)) : لا يشتغل بحديثه.

وقال الحافظ في ((التقريب برقم 1460)) : ضعيف.

بل الذي في صحيح مسلم هو النهي عن بناء المساجد على القبور، ومن ذلك ما رواه – رحمه الله – في صحيحه ((5/15برقم 1181نووي )) من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت :- لما كان مرض النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر بعض نسائه كنيسة في أرض الحبشة يقال لها (مارية) وقد كانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة فذكرن من حسنها وتصاويرها ، قالت : فقال النبي صلى الله عليه وسلم :إن اولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً ثم صوروا فيه تلك الصور، أُولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة اهــ

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – كما في الفتاوى ((22/194)) :-

اتفق الأئمة أنه لا يبنى مسجد على قبر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوها مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ... فالمسجد الذي على القبر لا يُصلى فيه فرض ولا نفل فإنه منهي عنه ..اهــ

ويقول – رحمه الله – كما في الفتاوى ((27/140)) :-
بل المساجد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين لا تجوز الصلاة فيها، وبناؤها محرم، كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة .. اهــ
قلت :- وهذا منصوص الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة والحنفية – رحم الله الجميع - ..

وقد عدّ الفقيه الهيتمي – رحمه الله - بناء المساجد على القبور من الكبائر، فقال :
الكبيرة الثالثة والتسعون :- "اتخاذ القبور مساجد" ..((الزواجر 1/120)) ..

هذا ما أردت ذكره باختصار شديد، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب لعالمين ..
رد مع اقتباس