وسئل القاسم بن محمد بن أبي بكر عن شيء فقال: «لا أحسنه»، فقال السائل إني جئت إليك لا أعرف غيرك فقال القاسم: «لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي والله ما أحسنه»، فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه يا ابن أخي الزمها فو الله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم فقال القاسم: «والله لأن يقطع لساني أحب إلي من أن أتكلم بما لا علم لي».
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم أي البلاد شر فقال: «لا أدري»، فسأل جبريل فقال: «لا أدري»، فسأل ربه عز وجل فقال: «أسواقها». ذكره ابن الجوزي في تعظيم الفتيا.
وسئل الشعبي عن شيء فقال: «لا أدري»، فقيل ألا تستحي من قولك لا أدري وأنت فقيه أهل العراق فقال: «لكن الملائكة لم تستحي حين قالت {لا علم لنا إلا ما علمتنا}».
وقال أبو الذيال: «تعلم لا أدري، فإنك إن قلت لا أدري علموك حتى تدري، وإن قلت أدري سألوك حتى لا تدري».
وقال عقبة بن مسلم صحبت ابن عمر أربعة وثلاثين شهرا وكان كثيرا ما يسأل فيقول: «لا أدري».
-------------------------------------------------------
صفة الفتوى والمفتي والمستفتي - ص: 7 - 11
|