عرض مشاركة واحدة
  #369  
قديم 07-18-2012, 10:20 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

368- ما رأيُكم في المخالِفين لمنهجِ أهل السُّنَّةِ -كالحويني والمغراوي والمأرِبي وعرعور-؟
الجواب:
أنا أقول: هؤلاء أنا أعرفهم منذ سنوات بعيدة، وقرأتُ ما كتبوا، وسَمعتُ ما قالوا، أنا أعلم أنَّهم عندهم أخطاء، وبعضُ هذه الأخطاء قد لا يكونُ قليلًا، وأعلمُ أنَّه تُزُيِّد على بعضهم في شيءٍ مِما قال، وأُخذ بعضُ كلامِهم على غيرِ وجهِه، أنا؛ مَن أستطيعُ أن أناصحَه منهم أناصحُه وأذكِّره بالحقِّ والصَّبر؛ لكنِّي أخاف اللهَ وأتَّقيه في أن أُبدِّعهم، أو أن أُخرِجَهم مِن السُّنَّة.
مَن رأى أن بينه وبين ربِّه يكون عامرًا بتبديعهم وتضليلِهم؛ فليفعل، وأنا لا أُنكر عليه وإنَّما بيننا وبينه التَّناصح، فإذا تناصَحْنا فيهم، فأقنعنِي واقتنعتُ؛ فليحمدِ لله، وإذا تناصَحْنا فيهم، وتناقشنا فأقنعتُه أنا؛ فلْيحمدِ الله.
أمَّا أن نختلفَ نحن فيما بيننا -ونحن مُتَّفقون على ما عندَ هؤلاء مِن أخطاء-؛ ثم إذا بنا: يُبدِّع بعضُنا بعضًا، ويُسقط بعضُنا بعضًا -بسبِبهم-..!! أقول: فلْيفرحْ هؤلاء بِخلافنا؛ فإنَّ هذا مِما يُسعدهم، ويُسعد مَن وراءهم.
لكنْ: إذا أنتَ تريد أن تُبدِّعَهم، وأنتَ مُطمئنٌّ أنكَ على ديانةٍ، وعلى تحقيقٍ عِلميٍّ، وعلى تُقًى مِن الله، وعلى تَثبُّتٍ ويقينٍ وبيِّنةٍ فيما أنتَ تُبدِّعُهم به؛ فحِسابُك على الله، واللهُ حسيبُك.
وإذا كنتُ أنا أعرفُ ما عندهم مِن أخطاء، وهذه الأخطاء أعالِجُها -بقدرِ ما أستطيع- بالنَّصيحة، وبالتَّحذير مِن هذه الأخطاء؛ لكنْ أعرف أنَّ هؤلاء على ثغراتٍ، وأنَّ أصولَهم أصولٌ عقائديَّة سُنِّيَّة سلفيَّة، ولا أحد منهم يقول: (أنا لستُ بِسلفيٍّ)، أو: (أنا قُطبي)، أو: (أنا حِزبي)، أو: (أنا تكفيري)..؛ بل كلُّهم يتبرَّأ من ذلك -وإن كانت على فتراتٍ، وعلى درجات-؛ فأنا أخاف اللهَ وأتَّقيهِ في أن أقولَ هؤلاء تكفيريُّون، أو قُطبيُّون، أو حزبيُّون، وأنا أعلمُ وربِّي يعلمُ مِنِّي أنِّي لستُ على قناعةٍ بأنَّ هؤلاء على ذلك -وإن كانوا مُخطئين، وإن كنتُ أُخطِّئُهم، وأحذِّر من أخطائهم-؛ لكنِّي أخاف الله.
مَن لا يخافُ اللهَ في تبديعهم؛ فلْيُبدِّعهم؛ أمَّا أنا: فأخاف اللهَ وأتَّقيهِ في ذلك.
ونسألُ اللهَ أن يسترَ عوراتِنا، وأن يُؤمِنَ روعاتِنا.
المصدر: اللقاء الرابع من لقاءات «غرفة القُرآن الكريم» على البالتوك-القسم المغربي، (16:45). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.