عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 07-17-2012, 03:01 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أسباب وأدعيـــــــة صحيحـــــــة واردة لسعة الرزق.

أسباب وأدعيـــــــة صحيحـــــــة واردة لسعة الرزق.

3 : حسن التوكل على الله – تعالى - مع بذل الأسباب المشروعة : قال الله - تعالى - : {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۞ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرا} [سورة الطلاق :2 - 3].

فمن تعلق قلبه بالله - تعالى - في جلب النفع ودفع الضر، وفوَّض إليه أمره، كفاه الله ما أهمَّه، واندفع عنه ما أغمَّه، ورزقه - تعالى - مِنْ كل ما ضاق على الناس.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (لو أنكم تَوَكّلونَ على الله حق توكُّلِه، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا، وتروح بطانًا) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني رحمه الله - تعالى -.

يقول ابن رجب - رحمه الله - في التعليق على الحديث : [هذا الحديث أصل في التوكل، وأنه من أعظم الأسباب التي يُستجلب بها الرزق ...].

وحقيقة التوكل كما يقول ابن رجب - رحمه الله - هي : [صدق اعتماد القلب على الله - عز وجل - في استجلاب المصالحِ ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها، وكلت الأمور كلها إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يُعطي ولا يَمنع، ولا يَضُرُّ ولا يَنفَع إلا الله - تبارك وتعالى -].

وقال بعض السلف : [تَوَكَّلْ تُسَقْ إليك الأرزاق بلا تعب ولا تكلف].

والتوكل على الله – تعالى - لا يقتضي ترك الأخذ بالأسباب، فإن الله – تعالى - أمر بتعاطي الأسباب مع أمْرِه بالتوكل، فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة له، والتوكل بالقلب عليه إيمانٌ به .

قال الله - تعالى - : {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [سورة الجمعة:10].

فالمسلم مطالب بالأخذ بالأسباب مع عدم اعتماده الكلي عليها، بل يعتقد أن الأمر كله لله، وأن الرزق منه - سبحانه - وحده.

4. صلة الرحم : ومن الأسباب الجالبة للرزق أيضًا صلة الرحم، وقد دلَّت على ذلك أحاديث كثيرة منها: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : {مَنْ سَرَّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه) (رواه البخاري).

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (مَن أَحب أن يُبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه) (رواه البخاري) .

والأرحام الذين تجب صلتهم هم : الأقارب الذين يشتركون في النسب، سواء من طرف الأم أو الأب ، وسواء كانوا يرثون أم لا، وسواء كانوا من المحارم أم لا.

وَصِلتُهُم تكون على أوجهٍ متعددة منها : زيارتهم، والإهداء إليهم، والسؤال عنهم، وتفقد أحوالهم، والتصدق على فقيرهم، والتلطف مع غنيهم، واحترام كبيرهم، وتكون كذلك باستضافتهم وحسن استقبالهم، ومشاركتهم أفراحهم، ومواساتهم في أحزانهم - مالم يصحبها معصية -.
كما تكون بالدعاء لهم، وبحسن الخلق، وطلاقة الوجه، وسلامة الصدر نحوهم، وإجابة دعوتهم، وعيادة مرضاهم، ودعوتهم إلى الهدى، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وتكون أيضًا بالمال، وَبِالعَوْنِ على الحاجة، وبدفع الضرر، وغير ذلك.


يتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس