عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-07-2012, 01:23 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي " حتى كبر ؛ تريد أن تنحره " !!

بسم الله الرحمن الرحيم

روى أحمدُ ... -في حديثٍ طويل-، عن يعلَى بن مُرَّة، قال فيه:
(( وكنتُ معه -يعني مع النَّبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- جالسًا ذات مرَّة؛ إذ جاء جملٌ يُخبِّبُ، حتى ضربَ بِجِرانِه بين يديهِ، ثم ذرَفتْ عيناهُ؛ فقال:
"ويحكَ! انظرْ لمَن هذا الجملُ؛ إنَّ له لشأنًا".
قال: فخرجتُ ألتمِسُ صاحبَه، فوجدتُه لرجلٍ من الأنصار، فدعوتُه إليه؛ فقال:
"ما شأنُ جَملِك هذا؟".
فقال: وما شأنه؟ [قال:] لا أدري -واللهِ- ما شأنُه! عمِلنا عليهِ، ونضَحنا عليه، حتَّى عجِزَ عن السِّقاية، فأْتَمَرنا البارحةَ أن ننحرَه، ونُقسِّمَ لحمَه.
قال: "فلا تفعلْ، هبْهُ لي، أو بِعْنيهِ".
قال: بل هو لك -يا رسول الله!-.
قال: فوسمَه بِميسَم الصدقةِ، ثم بعث به.
وإسناده جيد.
وفي روايةٍ له نحوه؛ إلا أنه قال فيه؛ أنه قال لصاحب البعير:
"ما لبعيركَ يشكوكَ، زعم أنَّك سانيه حتى كبِر؛ تُريد أن تنحرهُ".
قال: صدقتَ، والذي بعثك بالحقِّ؛ لا أفعلُ.
وفي أخرى له -أيضًا-: قال يعلى بن مُرة:
بينا نحنُ نسيرُ معه -يعني: مع النبي -صلى اللهُ عليه وسلَّم- إذ مررنان ببعيرٍ يُسنى عليه، فلما رآه البعيرُ جرجَر، ووضع جِرانَه، فوقف عليه النبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- فقال:
"أين صاحب هذا البعير؟".
فجاء فقال:
"بِعْنِيهِ".
قال: لا؛ بل أهَبُه لك، وإنَّه لأهل بيتٍ ما لهم معيشةٌ غيره، فقال:
"أما إذْ ذكرتَ هذا مِن أمرِه، فإنهه شكا كثرةَ العمل، وقِلة العلف؛ فأحسِنوا إليه" الحديث.
و(جِران) البعير -بكسر الجيم-: مقدَّم عنقه من مذبحه إلى نحره. قاله ابنُ فارس.
(يَسْنا) عليه -بالسين المهملة والنون-؛ أي: يسقي عليه )).
["صحيح الترغيب والترهيب"، (رقم 2270)].
رد مع اقتباس