عرض مشاركة واحدة
  #78  
قديم 11-29-2011, 12:45 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

77- شيخَنا -حفظكُم اللهُ-: لا يَخفى عليكم ما يُعانيهِ المسلمون في العراق مِن سطوةِ أعداء الله -تعالَى- عليهم، وتكالُب أعداء الدِّين عليهم -بِمُختلفِ توجُّهاتِهم-، كلٌّ منهم يسعَى في إثخانِ أهلِ هذا البلد بالجراح حتى لا تقوم لهم قائمة.
ما هي نصيحتُكم للسَّلفيِّين في العراق -وخاصَّة أنَّهم-الآن-يعيشون أيامًا شديدة-؟
الجواب:
نصيحتي لهم -والجرحُ مجروحٌ في واقع العراق وما يُكادُ له-مِن الدَّاخلِ والخارج-، والقلبُ مَجروحٌ مِن واقعهِ الأليمِ الذي لا يزال نازفًا في كلِّ يوم -وللأسفِ الشَّديد-؛ أقول:
نصيحتِي لهم: أن تَجتمعَ قلوبُهم، وأن تأتلفَ كلمتُهم، وأن يدرُسُوا واقِعَهم، وأن لا يُشارِكوا في هذه الفتنِ والْمِحنِ مهما قال القائِلون فيهم، ومهما تكلَّم المُتكلِّمون فيهم؛ فالحُكم على الشَّيءِ فرعٌ عن تَصوُّرِه.
وليدرُسوا الأمور دراسةً علميَّة -بعيدةً عن الهوى، بعيدةً عن العواطِف-، ويُقدِّرون فيها المصلحةَ -جَلْبًا-، والمفسدةَ -دفعًا-؛ مما يكون له أثرٌ في البقاء والاستمرار.
وأمَّا ما يَجري -مِن قتلٍ، وتقتيلٍ، واحتلال-؛ فهذا سيزول، والله ناصرٌ عبادَه -ولو بعد حين-.
فلا ينبغي أن يَعجَلُوا على أنفسهم بشيءٍ يزيدون فيه الفتنةَ، ويؤلِّبون فيه أعداءَهم، ويُخالِفون فيه كتابَ ربِّهم وسُنَّة نبيِّهم -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-، وبخاصَّة أن الأيدي التي تدخَّلتْ في العراق أيادٍ كثيرة، ولَها غاياتٌ كثيرة، واختلفت الرَّايات والتَّصوُّرات والتَّوجُّهات، ولا مُفرِّج إلا اللهُ -عزَّ وجل-، والمسلمُ الحقُّ مَن ينأى بِنفسِه عن الفتنة، فالماشي إليها كالسَّاعي فيها.
وأرجو أن يُفهمَ كلامي على خيرِ ما يُرجَى، لا أن يَطيرَ به جاهلٌ، أو أن يُطَيِّرَه حاسدٌ أو حاقدٌ -كما هو الدَّأبُ منهم-وللأسف!-.
ولا يهمُّني ما يُقال بِقدرِ ما يهمُّني ما أقولُ -بِمقدار موافقتِه للحقِّ، ومُتابعتِه للصِّدق-.
والله الهادي إلى سواءِ السَّبيل.
المصدر: لقاء البالتوك (23/5/2006) -من لقاءات البالتوك القديمة، وفي ظني أنها في غرفة مركز الإمام الألباني-، (53:19). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.