عرض مشاركة واحدة
  #72  
قديم 11-13-2011, 09:11 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

71- يقول السائل: إذا تعارض جرحٌ وتعديلٌ، ورأى بعضُ الطلاب إمامةَ شيخِهم، و[آخرون] لا يَرون هذا؛ هل يَجوز [عقد] الولاء والبراء؟ وما نصيحتُكم لِمَن يفعل ذلك؟
الجواب:
... أما عقد الولاءِ والبراء على مُن تُكلِّم فيهم؛ فإن في هذا تفصيلًا:
فإن كان هذا المتكلَّم فيه قد اتَّفق أهلُ السُّنَّة على أنَّه مُتكلَّم فيه، وأنَّه يستحق النَّقد؛ فحينئذٍ: يكون الولاءُ والبراءُ على مثل هذا القولِ أمرًا مقبولًا، شرعيًّا، لا يجوزُ الخلافُ فيه، أو الاختلاف عليه.
أمَّا إذا كان أهل السنَّة المعتَبَرون قد اختلفوا فيه مِن أهلِ العِلم؛ فإذا والَينا وتبرَّأنا؛ فهل نتبرَّأ مِن هؤلاء القائلين بِقولِهم، أو مِن أولئك -وهؤلاء عندنا أكابر، وأولئك عندنا أكابر-؟
فأنا أرى أن الأمرَ ينبغي أن يكونَ فيه مَعذِرة: المُتكلِّم له أن يَعذرَ غيرَ المُتكلِّم، والآخذُ بِهذا القول له أن يعذرَ الآخذَ بذلك القول؛ لكن بِما لا يجعل القضيَّة مائعةً بعيدةً عن الحقِّ.
فمَن عندهُ قُدرة على النَّظر في الأقوالِ وحُجَجِها، فلْيتبَنَّ هذا القولَ بحُججِه، أو ذاك بِبَيِّناته.
أمَّا أن تأخذَه هَيبةٌ أو رَهبةٌ ليأخذَ بِهذا القولِ أو ذاك؛ فإنَّ هذا يجبُ أن يَعذرَ غيرَه إن وَقعُوا بِمثلِ ما وقع هو فيه، ولكنْ في القول المُضادِّ له؛ فكان ماذا؟ لن تكونَ النَّتيجةُ إلا تقليدًا في تقليدٍ في تقليد، وهذا مِمَّا يُنافي دعوتَنا السلفيَّة المباركة.
وأكرِّر: أمَّا إذا كان قد اتَّفق أهلُ السُّنَّة على ابتداعِه، أو على انْحِرافِه؛ فلا يجوزُ الخُلفُ فيه، ويجبُ التَّبرُّؤ مِن كلِّ مَن خالف في شأنِه.
إذا نظرنا إلى هذه القضيَّةِ مِن هذه الجهةِ والحيثيَّة؛ فسنكونُ عونًا لأنفسِنا على الحقِّ، وسنكونُ مُخالِفين لأولئكَ -الذي يتربَّصون بنا الدَّوائرَ، وينتظرون تفرُّقَنا واختلافَنا وتشتُّتَنا- بِما يوافق الحقَّ، هذا الذي نفعلُه بِما يوافقُ الحقَّ، وإن كان الذي يفعلونهُ غيرَ مُوافقٍ للحقِّ بِحُكم ما هم عليه مِن مُخالفة.
واللهُ المستعان.
المصدر: لقاء البالتوك (23/5/2006) -من لقاءات البالتوك القديمة، وفي ظني أنها في غرفة مركز الإمام الألباني-، (27:23). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.