عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 10-26-2011, 01:52 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

57- السُّؤال هو: هناك [...] تعاني من إيذاءات بعض أهليهم وذويهم مِمَّن تجبُ صِلتُهم؛ ما هي الحدود التي عندها يُسوَّغ للمرء قطيعةُ رَحِمهِ مُكرَهًا دون خشيةِ الوقوع في الوعيد المترتِّب على ذلك...؟
الجواب:
أنا أفرِّق بين الصِّنفَين مِن الرَّحِم -في هذا-:
أمَّا الصِّنفُ الأوَّل: فهو (الوالِدان)؛ فالوالدان لَهُما خصوصيَّة واستثناء بنصِّ القرآن الكريم: {وَإِنْ جَاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.
وأمَّا غيرُهُما: فالأصلُ أن يَستمرَّ بالصِّلةِ -وإن استمرُّوا هُم في الإيذاء-، وفي ذلك حديثٌ صحيحٌ، ذلك الرَّجل الذي جاء إلى رسولِ الله -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- يقولُ له: يا رسول الله! إنَّ لي رحمًا أصلهم ويقطعونني، وأحلمُ عليهم ويُسيئون إليَّ، ماذا أقول؟ فقال رسولُ الله -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: «إنْ كان كمَا تقولُ؛ فلا يزالُ عليكَ من اللهِ ظاهِر، وكأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ»؛ أي: الرَّماد الحارّ السَّاخِن؛ فلم يَحثَّه الرَّسولُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- أو يأمرهُ بقَطعِ رحِمِه؛ وإنَّما أمَرَهُ بالاحتِمالِ، وأنَّ له أجرًا كبيرًا على مِثل هذا الفعلِ -الذي لا يُؤذيهِ وإنَّما يُؤذيهم، ولا يَضرُّه وإنَّما يضرُّهم-.
وكما ذكرتُ -قبلَ قليلٍ-في الجوابِ على بعضِ الأسئلةِ الأخرى-: النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- يقولُ: «بُلُّوا أرحامَكُم ولو بالسَّلام»؛ فهذا ليَكُنْ حدًّا أدنى؛ حتى لا يكونَ هنالك معنًى للقَطع؛ وإنَّما هي صلةٌ في حدِّها الأدنى التي لا يكون معها تجاوز الشَّرع.
واللهُ المستعان.
المصدر: لقاء البالتوك (23/4/2006) -من لقاءات البالتوك القديمة، وفي ظني أنها في غرفة مركز الإمام الألباني-، (45:45). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.