عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 06-15-2011, 03:42 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

قال الله -سُبحانه وتَعالى-: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ - الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ - أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة: 155-157].

وقال -سُبحانه وتَعالى-: {يا أيُّها الذين آمَنُوا اصبِرُوا وصَابِرُوا ورَابِطُوا واتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفلِحُونَ} [آل عمران: 200].

وعن أمِّ سلمةَ -رضيَ اللهُ عنها- قالت: قال رسول اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: " ما مِن عبدٍ تُصيبُه مُصيبةٌ فيقولُ: إنَّا لله وإنَّا إليهِ راجِعونَ، اللهمَّ اؤجُرني في مُصيبَتي وأَخلِف لي خيرًا مِنها؛ إلا آجرهُ اللهُ في مُصيبتِه، وأخلفَ له خيرًا منها ". [رواه مسلم (918)]

وعن أبي سعيدٍ -رضيَ اللهُ عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: " ومَن يصبِر يُصبِّرهُ الله، وما أُعطِي أحدٌ عَطاءً خيرٌ وأوسعُ من الصَّبر ". [رواه البخاري (1469)، ومسلم (1053)، وأبو داود (1644)]

وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: " واعْلَم أن النَّصر مع الصَّبرِ، وإنَّ مع العُسرِ يُسرًا ". [صحيح، أخرجه أحمد (2669)، (2803)]

فالعبدُ وما يملكهُ لله -سُبحانه- حقيقةً؛ لأنَّه أوجدهُ مِن عدمٍ ويُعدِمه -أيضًا- ويحفظُه في حال وُجوده، ولا يتصرَّف فيه العبدُ إلا بما يُتاحُ له، وأن مرجعَه إلى الله -ولا بُدَّ-، وأنَّ ما أصابهُ لم يكنْ لِيُخطِئه، وما أخطأه لم يكنْ ليُصيبَه، وإن اللهَ لو شاءَ جعل مصيبتَه أعظم مما هي، وإنه إن صبرَ أخلف اللهُ عليه أعظمَ مِن فوات مُصيبتِه، وإنَّ المصيبةَ لا تختصُّ به فيتأسَّى بأهل المصائب، ومُصيبةُ بعضِها أعظم، وإن سرور الدنيا مع قِلَّته وانقطاعه منغَّص ...

["الآداب الشرعية" بواسطة "تهذيبها" (194-195)].
رد مع اقتباس