بارك الله فيك -أختي أم سلمة- على النقولات الطيبة، وجعلها في موازين حسناتك.
ذكر الإمام ابن بطَّة في "الإبانة الصُّغرى" -في سياق ذِكر المناهي الشَّرعيَّة-:
(( والنامِصة والمُتنمِّصة -وهي التي تَنتِفُ الشَّعر، ويُنتَف لها- )).
قال الشيخ علي الحلبي -حفظه الله- في "شرحه" -المسموع- على "الإبانة":
(( موضوع نتف الشعر: فيه أبحاث عدة.
أوَّلًا: تحديد الموضِع، أو المعنى المقصود مِن النَّص؛ فيه خِلاف بين أهل العلم -لغوي وشرعي-.
لكن: الذي يَنشرح له الصَّدر؛ هو ما انتصرَ له شيخُنا -رحمهُ الله- في كتابِه "آداب الزِّفاف"...
فانتصر شيخُنا إلى عُموم تحريم النَّمص؛ إلا ما وردَ فيه النصُّ.
وورد النَّص باستثناء: الإبط والعانة؛ أمَّا غير ذلك: فالأصلُ أنَّه شاملٌ للنَّهي، وعامٌّ فيه)).
تفريغًا من درس: "شرح الإبانة"، السنة في العبادات والعادات/13، (24:54).
ثم سُئل -حفظهُ الله-بعد الدرس الآنف الذِّكر-الدقيقة (36:15)-:
(( يقول: هل يدخل في النَّمص إزالة شعر اليدين والرِّجلين -بالنسبة للمرأة-؟
[الجواب] نحنُ ذكرنا أن المسألةَ خلافيَّة.
مشايخُنا في بلادِ الحرَمَين أغلبُهم يُجيزُ ذلك.
وشيخُنا -رحمهُ الله، ورحمَ اللهُ الجميع- يَمنعُ ذلك، ويستدلُّ بـ: عُموم النَّصِّ اللُّغوي وعُمومِ العِلَّة.
وهم استندوا على ما وردَ في بعضِ كُتُب اللُّغة: أنَّ النَّمص إزالة شعر الحاجب، وبعضُهم يقول: إزالة شعر الوجه.
ولكن: هذا -عندي- ليس تخصيصًا؛ وإنَّما هو مِن بيانِ أشهرِ شيءٍ وأكثرِه، وليس مِن باب أن هذا هو المقصود تمامًا؛ وإلا: النَّمص -في اللُّغة-: هو مُطلَق الإزالة، مِن غير أن نقول: وجه، أو حاجب، أو يد، أو رِجل.. أو ما أشبه ذلك.
... ترجيحي هو ترجيح شيخِنا وأستاذِنا )).
|