{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   مقالات فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله- (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=54)
-   -   الجائرون عن (السبيل!): يهاجموننا(!) -بالتهويل-، وبالكذب المكشوف الهزيل (3) (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=25495)

علي بن حسن الحلبي 03-05-2011 07:56 PM

الجائرون عن (السبيل!): يهاجموننا(!) -بالتهويل-، وبالكذب المكشوف الهزيل (3)
 
الجائرون عن (السبيل!) يُهاجِمُونَنا -بالتَّهويل-،
وبالكذب المكشوف الهزيل (3)

... الـ(عسَّالُ!) الماهرُ: هو الذي (يقطفُ!) عَسَلَ نَحْلِهِ (خَطْفاً!!)؛ بحيث يهربُ مِن لَسْعِهِ! وينجُو مِن ألَمِهِ!!
أمَّا إذا كان الـ(عسَّال!) جديداً (!) على (المِهنة!)، مُتجاوِزاً طَوْرَه! متعدِّياً قَدْرَه!! فهو -بلا شكٍّ -(يستأهِل!) اللَّسْعَ، واللَّدغَ -أيضاً-!
و(على نفسِها جَنَتْ بَراقِش)!!
ما علينا!!
... وقبل أن نَدخُلَ في موضوع (اليوم!): لا بُدَّ أنْ نَذكُرَ أمرَيْن مُهِمَّيْن مُتعلِّقَين بالمَقالَيْن السَّابِقَيْن (أمسِ! وأوَّلَ أمسِ!):
أوَّلهما: (تبشير!) الدُّكتور القرضاوي بأمرٍ يَسُرُّه (!)، ولا يُفرِحُنا! ويُزعجُنا، ولا يُقلِقُهُ (!)، وهو دَعوات (FaceBook) -جديدة- مُتكاثِرَة -وبالآلاف!!-؛ لإقامة (ثورة الحُرِّيَّة) -في دولة قَطَر -حماها اللهُ وبلادَ المُسلمِين-، بتاريخ (16/3/2011)!!!
فهل سيُشَجِّعُها القرضاوي، بل يُسَرِّعُها؟!
أمْ سيكونُ لها بالضِّدِّ، لاعتباراتِهِ السياسيَّة -المَعروفة!-؟!
أم سينتظرُ بَدْءَ (شباب الفيس بوك) حتّى يُفَجِّرُوها (هُم)! ثم يكشف (هو) المَستور، ويَركَب الموجة، ويَصعد فوق الأكتاف؟!
أم سيكونُ على طريقةِ خامنئي (!) في (تحريم!) مُظاهرات العراق! وإباحة مُظاهرات مِصْر، وتونس، و.. و؟!
... هوى مَحْضٌ يتغلغلُ في الأحشاء، وبين الحَنايا!!
أم ماذا؟!
أمَّا الأمرُ الثاني: مُبارَكَة أمريكا -وتأييدُها- لثورات (الحريَّة والعدل وحقوق الإنسان) -التي تجتاح الدُّوَل العربيَّة-؛ ألا تستغلُّونَها (!) لِنَقْلِها إلى الدَّاخِلِ الفلسطيني؛ لعلَّها تكونُ (ثورة!) على العدوِّ الصُّهيوني المُتَّفَق على عداوتِهِ ومُعاداتِهِ بين (الاستراتيجيِّين السياسيِّين)، و(المفكِّرِين الأيديولوجيِّين) -أجمعين-!!
ما دام أنَّ تغيير (الأنظمة الطاغوتيَّة!) لا يستغرقُ لكلِّ واحدٍ منهُم (!) إلاّ أسبوعَيْن، أو ثلاثةَ أسابيع -على أبعدِ تقدير-!! -حتّى نَقْطَعَ انتظارَ (!) ستِّينَ سنةً، في أقلَّ مِن ستِّين يوماً!!!
فماذا تنتظِرُون -إذن-؟!!
أمْ أنَّ الأوامرَ بهذا الاتِّجاه (!) لمْ تَصدُرْ -بَعْدُ-؟!
تفكَّرُوا، وتأمَّلوا، ولا تجعلُوا النَّظرةَ الحِزبيَّة تُعميكم عن الحقِّ، وقَبُولِهِ!!!
ثُمَّ...
خَرَجَت علينا صحيفةُ (السَّبيل!) -الحزبيَّة، الأُردُنِّيَّة، الإخوانيَّة- بمقالِها (الرَّابع= بالتاء!)- ردًّا عَلَيَّ، ونَقداً لبعضِ كَلامِي-!!
فمَرْحَى له -ولغيرِهِ- ألفَ مَرْحَى .. إنْ كان ردًّا علميًّا يُرادُ به -وله- الحقُّ.
أمَّا على نَسَق (سبيلهم!) الأهوجِ الممجوج اللَّجُوج؛ كذباً، وزُوراً، وبَتْراً، وتحريفاً -كما كشفتُ ذلك -جليًّا واضحاً- في مقالاتِي السَّابقة-؛ فَسُحقاً، وبُعْداً!!
أمّا عُنوانُ مَقالِهِم الأخير -لعلَّهُ!- بتاريخ: (4/3/2011)، فهو: (السلفيَّة الرسميَّة ومُغازلَة الباطِل)!
فأقولُ:
1- وَصْفُ (السلفيَّةِ) بـ: (الرَّسميَّة!)، أو: (التقليديَّة!)، أو: (المُحافِظَة!) -أو غير ذلك!!- انْقَلَبَ على نابِزِيها؛ فهُم جَهَلَةٌ بهذه الأوصاف، ومَدلولاتِها، وما بينها مِن فوارِقَ، أو اتِّفاقات!
ومُرادُهُم -قَبْلاً وبَعْداً- هو التَّشغيبُ بغيرِ صَواب! والنَّبْزُ بالألقاب!!
وقد نَقَدْناهُم في ذلك -مُوضِّحِين الحقَّ- في مقالاتِنا السَّابقة؛ بما تَحسُنُ مُراجعتُهُ..
2- أمَّا (مُغازلةُ الباطلِ)؛ فلها أهلُها، وأصحابُها، وأربابُها..
الذين لا يُهِمُّهُم (!) مُغازَلَةُ الشِّيعةِ، أو البَعْث، أو العلمانيِّين -وغيرِهِم!- في سبيل (صنميَّة مصلحةِ دعوتِهِم!)، القائمةِ على أساسِ: (الغايةُ تُبَرِّرُ الوَسيلة) -بكلِّ وسيلة-!
والتاريخُ فَضَّاحٌ...
فلا أُطيلُ...
3- مِن أشدِّ شيءٍ على نفسِي: الردُّ على الجَهَلَةِ؛ فلا ضابطَ يضبطُهُم! ولا حُجَّةَ تُمْسِكُهُم!
ورَحِمَ اللهُ إمامَنا أبا عبد الله الشافعيَّ -القائلَ-: (ما ناظَرْتُ عالِماً إلاّ غَلَبْتُهُ، وما ناظَرْتُ جاهِلاً إلاّ غَلَبَنِي)، وأنا أقولُ: (وغلَّبَنِي)!!
ومِن هذا (الجهل): ما يقعُ مِن مُناقشاتٍ ورُدودٍ (إنشائيَّةٍ) مَحْضَة (صَفّ حَكِي!) لمسائل شرعيَّةٍ قائمةٍ على العِلمِ والدَّليل، لا مَحْض الأقاويل:
العلمُ قالَ اللهُ قالَ رسولُهُ *** قال الصَّحابةُ ليسَ بالتَّمويهِ
ما العِلمُ نَصْبَكَ للخلافِ سَفاهةً *** بينَ الرَّسولِ وبَين رأيِ فَقيهِ
... وهكذا -تماماً- هذا المقال -الأخير- لعلَّه!-!
فماذا نَفعلُ؟!
اللهُ المُستعانُ...
كُتِبَ العِلمُ والدَّليلُ علينا *** وعلى الخامِلِين فِعْلُ الجهولِ
4- فأوَّلُ كَلِمَةٍ في مقالِهِم (الأخير!): (لم أتوقَّع!):
يا لهُ مِن وَرَعٍ باردٍ؛ لا .. بل توقّع وتوقّع -يا ذا-...
لأنَّ هَجْمَةَ الباطلِ تُوجِبُ على الحقِّ -وأهله- الوُقوفَ ضِدَّها..
ولأنَّ التثويرَ والتَّهييجَ -على غيرِ هُدى- يُوجِبان على (العُقَلاء!) المُواجهةَ، وعدمَ السُّكوتِ، أو السُّكونِ..
فلماذا (لا تتوقَّع!) ما هو واجبٌ وُجودُهُ؟!
ولكنْ؛ ولَـمَّا كان (توقُّعُك!) مَبْنِيًّا على أصلٍ حِزبيٍّ ظالِمٍ مُظلِمٍ(!): كان بعيداً تصوُّرُهُ عن مسالكِ الحقِّ وأهلِهِ.
5- ثُمَّ قالَ -ولبئسَ ما قال-: (لا يُوجدُ في قوامِيسِهِم إلاّ الفِكْر الانهِزامِي)!!
وهذا توطيدٌ لِجَهْلِهِ، وتوكيدٌ لحزبيَّتِهِ...
ولا أرُدُّ على كلامِهِ بعكسِهِ إليه، وقلبِهِ عليه! -وهذا أسهلُ شيءٍ يكونُ!-، ولكنِّي أردُّهُ بكلامِ عالِـمٍ مُعتَبَرٍ مِن عُلماءِ الحِكَمِ والأحكامِ (الشرعيَّة)، لا (الإنشائيَّة!) -الفارِغَة-؛ ألا وهو الإمامُ العزُّ بنُ عبدِ السَّلام -كما في كتابِهِ «قواعد الأحكام في مصالحِ الأنام» -حيثُ قال-رحمهُ اللهُ-:
«الفَصْلُ السَّابِعُ: فِيمَا يَتَقَدَّمُ مِنْ حُقُوقِ العِبَادِ عَلَى حُقُوقِ الرَّبِّ؛ رِفْقًا بِهِمْ فِي دُنْيَاهُمْ.
وَلَهُ أَمْثِلَةٌ: مِنْهَا: التَّلَفُّظُ بِكَلِمَةِ الكُفْرِ عِنْدَ الإِكْرَاهِ -حِفْظًا لِلنُّفُوسِ وَالأَعْضَاءِ-؛ لِيَقُومَ المُكَلَّفُ -بَعْدَ ذَلِكَ- بِوَظَائِفِ الطَّاعَاتِ وَالعِبَادَاتِ.
وَمِنْهَا: تَرْكُ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ -وَكُلِّ حَقٍّ يَجِبُ لله -عَلَى الفَوْرِ-: بِالإِلجَاءِ، وَالإِكْرَاهِ.
وَمِنْهَا: الأَعْذَارُ المُجَوِّزَةُ لِقَطْعِ الصَّلَوَاتِ.
وَمِنْهَا: الأَعْذَارُ المُجَوِّزَةُ لِتَرْكِ الجَمَاعَاتِ وَالجُمُعَاتِ.
وَمِنْهَا: الأَعْذَارُ المُجَوِّزَةُ لِتَرْكِ الجِهَادِ.
وَمِنْهَا: الِانْهِزَامُ يَوْمَ الزَّحْفِ -وَهُوَ جَائِزٌ إذَا أَرْبَى عَدَدُ الكَفَرَةِ عَلَى عَدَدِ الإِسْلامِ- مَعَ التَّقَارُبِ فِي الصِّفَاتِ-.
وَلَيْسَ مِنْهَا: وُجُوبُ الفِرَارِ مِنْ الكُفَّارِ فِي حَقِّ مَنْ عُلِمَ أَنَّهُ لَوْ ثَبَتَ لَقُتِلَ مِنْ غَيْرِ نِكَايَةٍ فِي الكُفَّارِ؛ فَإِنَّ ثُبُوتَهُ لا جَدْوَى لَهُ إلا كَسْرَ قُلُوبِ المُسْلِمِينَ، وَشِفَاءَ صُدُورِ الكَافِرِينَ»...
مَهلاً.. مَهلاً..
اقرؤوه عشرَ مَرَّات -على الأقلّ-؛ لعلَّكُم (!) تفهمُون مُراداتِ العُلماءِ، ومَقاصدَهِم -البعيدةَ عن الأهداف الحزبيَّة، والعنتريَّات العصبيَّة-!
حينئذٍ -وحينئذٍ فقط- تُدرِكُونَ ضوابطَ (الانهزاميَّة!) المُدَّعاة، والمُفتراة! والتي يَسهُلُ -جدًّا- ردُّها عليكُم، وعكسُها إليكُم...
ولكنَّنا -آمِلين بربِّنا- لن نُجابِهَ باطِلَكُم بمثلِهِ.. بل سَنُجابِهُهُهُ بأنوارِ العِلمِ التي تسطعُ على ظُلماتِ جَهلِكُم، وتَطاوُلِكُم...
ولئِن رأيتُم (!) أنَّ نَصْرَ الأُمَّةِ الموهوم: يكونُ بِسَوْقِها إلى حَتْفِها، وجَلبِها إلى هَلاكِها!!
فافْعَلُوا...
أمّا نحنُ؛ فقد عَرَفْنا -بالحُجَّةِ والبُرهان- الضَّوابطَ الشرعيَّة، والتأصيلاتِ المرعيَّة؛ والتي مِن خلالِها يكونُ التَّغييرُ المنشودُ -صلاحاً، واصطِلاحاً-: {إنَّ الله لا يُغَيِّرُ ما بقومٍ حتّى يُغَيِّرُوا ما بأنفُسِهِم}...
ففَرْقٌ بَيْنَ تحكيمِ (الشَّارعِ!)، والاحتكامِ إلى (الشَّرع)؛ كما هو الفَرْقُ بَيْنَ الهادِي، والهاذِي!!
6- ثُمَّ قالَ: (فلا مكان في أبجديَّاتِهِم للجهادِ، والاستِشهادِ في سبيلِ الله..)!
.. كَذَبْتَ -وربِّ الكَعبةِ-؛ فالجِهادُ -واللـهِ- مِن أسمى عبادات أهل الإسلام، وأجلِّ طاعاتِهِم لربِّهِم، وهو «ذُروة سَنام الإسلام»؛ بما نسألُ ربَّنا -سُبحانه- أنْ يُنيلَنا درجَتَهُ- مُقبِلِين غيرَ مُدبِرِين- وإن رَغِمَت أُنوفٌ-!
لكنَّنَا نُفَرِّقُ بين (الجهاد) -الحقّ- المُنضبِط بضوابطِهِ...
وبين جِهاد (المُؤتمرات!): و(المحاضرات الحماسيَّة)! والتربية العاطفية الجيَّاشة الفارغة!!! جهاد التَّكتيل ... والتحشيد.. والتجميع.. ثمَّ لا شيء!
والتي تُذَكِّرُنِي -كُلُّها- بقولِ الشاعرِ:
سوف ترَى إذا انْجَلَى الغُبارُ *** أفرسٌ تحتَك أمْ حِمارُ!
... وما لَنَا نُبْعِدُ -كثيراً-؛ فبين أيدينا مثالٌ حيٌّ، وواقعيٌّ -مِنكُم وإليكُم- والسَّلامُ عليكُم!-:
قال (أستاذُهم!) محمد قطب في كتابه «واقعنا المعاصر» -بعد أن ذكرَ ضربةَ (الإخوانِ) في مِصر-:
«فرَّت كثيرٌ مِن الجُموعِ التي كانت تتحلَّق حول الإمامِ الشَّهيد (!) في دَرْسِهِ الأُسبوعيِّ، فتملأ المركز العام لجماعة الإخوان المُسلمِين، وتملأ الشوارع المتفرِّعة حوله: حين رأوا أنَّ الأمرَ ليس عَرَضاً قريباً، ولا سَفَراً قاصِداً، إنَّما هو جهادٌ وعذاب، كما فرَّت الجُموعُ التي كانت تستقبلُ الإمام الشَّهيد كُلَّما تنقَّل مِن مُدُن القطر أو في أريافِهِ، في رحلاته الدائمة التي لمْ يَكُن يفتُر عنها...»!!
فهل (فهمتُم!) الدَّرسَ؟!
لعلَّهُ!!
والفرقُ -كذلك -أيضاً- في الجهاد المزعوم؛ الذي هو -في حقيقتِهِ!- فسادٌ وإفساد؛ وإنِ ادُّعِيَ فيه غيرُ ذلك!
وهو الجهادُ المُفتقِدُ لِشروطِهِ وضوابطِهِ، والذي لا يُثْمِرُ إلاّ الضَّعْفَ، والخَوَر، والويل، والثُّبُور!
ولعلَّ درسَ جِهاد (حماة) -حماها اللهُ- لمْ يُنسَ -بعدُ- وإن مضَى عليه نحو ثلاثين عاماً-!!
أمْ أنَّ ما جَرَى في (حماة) -أيَّامَذاك- عندكُم - لمْ يكُن (جِهاداً)؟!
فماذا هو -إذن-؟!
... ومثلُهُ أمثالٌ!
فالتَّلاعُبُ بالألفاظِ -يا قوم- لا يصلُحُ مَعَنا؛ وإنْ صَلَحَ لكُم -فيما بينَكُم-!
7- ثُمَّ قالَ: (فمُجاهدَةُ الأعداءِ -في نظرِهِم- هي خُروجٌ عن طاعةِ وليِّ الأمرِ..)!!!
فأقولُ: عندَما تهبطُ البُنْيَةُ الفِكريَّةُ عندَ صاحبِها إلى أسفلِ دَرْكٍ: ماذا تنتظرُ (!) منهُ إلاّ الجَهلَ الفاحشَ! والخَلطَ القَبيحَ!! والتلبيسَ الشديد!!!
فكيفَ يجتمعُ عندَ (العُقلاء!) -ولا أقولُ: العُلماء!- ذِكْرُ (وليِّ الأمرِ)، و(الأعداء) -في معنى واحدٍ- وفي سياقٍ واحدٍ- سواءً بسواءٍ-!!
فكيف -بربِّكُم -يكونُ (وليُّ الأمرِ) = (عدوًّا)؟!
إلا في أذهانٍ فسدَت! وعقولٍ طَغَت!!
فمن صار (عَدُوًّا) لا يكونُ (وليَّ أمْرٍ) -ألبَتَّةَ-...
و-أيضاً- لن أُواجِهَ الإنشاءَ -بل الافتِراءَ!- بمِثلِهِ؛ بل سأُواجِهُهُ بالعِلمِ، والحِلم، والحُجَّةِ، والدَّليلَ {لعلَّهُم يَرجِعُون}-:
قال الإمامُ ابنُ القيِّمَ في كتابِهِ العُجاب «إعلامُ الموقِّعِين» -مع أنَّه ليس مِن مَراجِعِ القومِ، ومصادرِهِم- كـ«الظِّلال»! و«المُذَكَّرات»! و«المعالِم»! و«الرَّسائل»!-:
«النَّبِيُّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَرَعَ لِأُمَّتِهِ إيجَابَ إنْكَارِ المُنْكَرِ؛ لِيَحْصُلَ بِإِنْكَارِهِ مِنْ المَعْرُوفِ مَا يُحِبُّهُ الله وَرَسُولُهُ، فَإِذَا كَانَ إنْكَارُ المُنْكَرِ يَسْتَلزِمُ مَا هُوَ أَنْكَرُ مِنْهُ وَأَبْغَضُ إلَى الله وَرَسُولِهِ: فَإِنَّهُ لا يَسُوغُ إنْكَارُهُ -وَإِنْ كَانَ الله يُبْغِضُهُ، وَيَمْقُتُ أَهْلَهُ-.
وَهَذَا كَالإِنْكَارِ عَلَى المُلُوكِ وَالوُلاةِ بِالخُرُوجِ عَلَيْهِمْ؛ فَإِنَّهُ أَسَاسُ كُلِّ شَرٍّ وَفِتْنَةٍ إلَى آخِرِ الدَّهْرِ.
«وَقَدْ اسْتَأْذَنَ الصَّحَابَةُ؛ رَسُولَ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي قِتَالِ الأُمَرَاءِ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا، وَقَالُوا: أَفَلا نُقَاتِلُهُمْ؟ فَقَالَ: «لا، مَا أَقَامُوا الصَّلاةَ»، وَقَالَ: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ مَا يَكْرَهُهُ فَليَصْبِرْ وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَتِهِ».
وَمَنْ تَأَمَّلَ مَا جَرَى عَلَى الإِسْلامِ -فِي الفِتَنِ الكِبَارِ وَالصِّغَارِ-: رَآهَا مِنْ إضَاعَةِ هَذَا الأَصْلِ، وَعَدَمِ الصَّبْرِ عَلَى مُنْكَرٍ؛ فَطَلَبَ إزَالَتَهُ: فَتَوَلَّدَ مِنْهُ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ؛ فَقَدْ كَانَ رَسُولُ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرَى بِمَكَّةَ أَكْبَرَ المُنْكَرَاتِ وَلا يَسْتَطِيعُ تَغْيِيرَهَا، بَل لَمَّا فَتَحَ الله مَكَّةَ -وَصَارَتْ دَارَ إسْلامٍ- عَزَمَ عَلَى تَغْيِيرِ البَيْتِ، وَرَدِّهِ عَلَى قَوَاعِدِ إبْرَاهِيمَ، وَمَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ - مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِ - خَشْيَةُ وُقُوعِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ -مِنْ عَدَمِ احْتِمَالِ قُرَيْشٍ لِذَلِكَ-؛ لِقُرْبِ عَهْدِهِمْ بِالإِسْلامِ، وَكَوْنِهِمْ حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ.
وَلِهَذَا لَمْ يَأْذَنْ فِي الإِنْكَارِ عَلَى الأُمَرَاءِ بِاليَدِ؛ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ وُقُوعِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ -كَمَا وُجِدَ- سَوَاءٌ».
... لا يذهب عقلُكَ إلى بعيد- مِن جديد-!
هذا ليس كلامِي، ولا قولي..
إنّما هو نَقْلِي!
فلا تَخْلِط (العَسَل!) بـ(البَصَل)!!
... ومثلُ كلامِ الإمامِ ابنِ قيِّم الجوزيَّة -هذا-: كلامُ شيخِهِ شيخِ الإسلام ابن تيميَّة -تحقيقاً وتدقيقاً- رُغْمَ أُنوفِ الجَهَلَةِ المتعصِّبِين، والمتحزِّبَة المُقلِّدِين!-؛ قال -رحمه الله- في «منهاج السُّنَّة النبويَّة» -وإن كان مُطَوَّلاً؛ فاصبِر!-:
«أَهْلُ السُّنَّةِ يَجْتَهِدُونَ فِي طَاعَةِ الله وَرَسُولِهِ -بِحَسْبِ الإِمْكَانِ-؛ كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: {فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُمْ} [سُورَةُ التَّغَابُنِ: 16]، وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».
وَيَعْلَمُونَ أَنَّ الله -تَعَالَى- بَعَثَ مُحَمَّدًا - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِصَلاحِ العِبَادِ فِي المَعَاشِ وَالمَعَادِ، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِالصَّلاحِ، وَنَهَى عَنِ الفَسَادِ:
فَإِذَا كَانَ الفِعْلُ فِيهِ صَلاحٌ وَفَسَادٌ: رَجَّحُوا الرَّاجِحَ مِنْهُمَا.
فَإِذَا كَانَ صَلاحُهُ أَكْثَرَ مِنْ فَسَادِهِ: رَجَّحُوا فِعْلَهُ.
وَإِنْ كَانَ فَسَادُهُ أَكْثَرَ مِنْ صَلاحِهِ: رَجَّحُوا تَرْكَهُ.
فَإِنَّ الله -تَعَالَى- بَعَثَ رَسُولَهُ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِتَحْصِيلِ المَصَالِحِ وَتَكْمِيلِهَا، وَتَعْطِيلِ المَفَاسِدِ وَتَقْلِيلِهَا؛ فَإِذَا تَوَلَّى خَلِيفَةٌ مِنَ الخُلَفَاءِ -كَيَزِيدَ، وَعَبْدِ المَلِكِ، وَالمَنْصُورِ -وَغَيْرِهِمْ-؛ فَإِمَّا أَنْ يُقَالَ: يَجِبُ مَنْعُهُ مِنَ الوَلايَةِ، وَقِتَالُهُ حَتَّى يُوَلَّى غَيْرُهُ -كَمَا يَفْعَلُهُ مَنْ يَرَى السَّيْفَ-؛ فَهَذَا رَأْيٌ فَاسِدٌ؛ فَإِنَّ مَفْسَدَةَ هَذَا أَعْظَمُ مِنْ مَصْلَحَتِهِ.
وَقَلَّ مَنْ خَرَجَ عَلَى إِمَامٍ ذِي سُلطَانٍ إِلا كَانَ مَا تَوَلَّدَ عَلَى فِعْلِهِ مِنَ الشَّرِّ أَعْظَمَ مِمَّا تَوَلَّدَ مِنَ الخَيْرِ؛ كَالَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى يَزِيدَ بِالمَدِينَةِ، وَكَابْنِ الأَشْعَثِ الَّذِي خَرَجَ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بِالعِرَاقِ، وَكَابْنِ المُهَلَّبِ الَّذِي خَرَجَ عَلَى ابْنِهِ بِخُرَاسَانَ، وَكَأَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّعْوَةِ الَّذِي خَرَجَ عَلَيْهِمْ بِخُرَاسَانَ -أَيْضًا-، وَكَالَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى المَنْصُورِ بِالمَدِينَةِ وَالبَصْرَةِ - وَأَمْثَالِ هَؤُلاءِ-.
وَغَايَةُ هَؤُلاءِ: إِمَّا أَنْ يَغْلِبُوا، وَإِمَّا أَنْ يُغْلَبُوا، ثُمَّ يَزُولُ مُلكُهُمْ، فَلا يَكُونُ لَهُمْ عَاقِبَةٌ.
فَإِنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَلِيٍّ وَأَبَا مُسْلِمٍ هُمَا اللَّذَانِ قَتَلا خَلقًا كَثِيرًا، وَكِلاهُمَا قَتَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ المَنْصُورُ.
وَأَمَّا أَهْلُ الحَرَّةِ، وَابْنُ الأَشْعَثِ، وَابْنُ المُهَلَّبِ -وَغَيْرُهُمْ-؛ فَهُزِمُوا، وَهُزِمَ أَصْحَابُهُمْ؛ فَلا أَقَامُوا دِينًا، وَلا أَبْقَوْا دُنْيَا.
وَالله -تَعَالَى- لا يَأْمُرُ بِأَمْرٍ لا يَحْصُلُ بِهِ صَلاحُ الدِّينِ، وَلا صَلاحُ الدُّنْيَا -وَإِنْ كَانَ فَاعِلُ ذَلِكَ مِنْ أَوْلِيَاءِ الله المُتَّقِينَ؛ وَمِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ!!
فَلَيْسُوا أَفْضَلَ مِنْ عَلِيٍّ، وَعَائِشَةَ، وَطَلحَةَ، وَالزُّبَيْرِ -وَغَيْرِهِمْ-؛ وَمَعَ هَذَا لَمْ يَحْمَدُوا مَا فَعَلُوهُ مِنَ القِتَالِ!
وَهُمْ أَعْظَمُ قَدْرًا عِنْدَ الله -وَأَحْسَنُ نِيَّةً- مِنْ غَيْرِهِمْ.
وَكَذَلِكَ أَهْلُ الحَرَّةِ؛ كَانَ فِيهِمْ مِنْ أَهْلِ العِلمِ وَالدِّينِ خَلقٌ.
وَكَذَلِكَ أَصْحَابُ ابْنِ الأَشْعَثِ؛ كَانَ فِيهِمْ خَلقٌ مِنْ أَهْلِ العِلمِ وَالدِّينِ -وَالله يَغْفِرُ لَهُمْ -كُلِّهِمْ-.
وَقَدْ قِيلَ لِلشَّعْبِيِّ -فِي فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ-: أَيْنَ كُنْتَ -يَا عَامِرُ-؟
قَالَ: كُنْتُ حَيْثُ يَقُولُ الشَّاعِرُ:
عَوَى الذِّئْبُ فَاسْتَأْنَسْتُ بِالذِّئْبِ إِذْ عَوَى *** وَصَوَّتَ إِنْسَانٌ فَكِدْتُ أَطِيرُ
أَصَابَتْنَا فِتْنَةٌ لَمْ نَكُنْ فِيهَا بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ! وَلا فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ!
وَكَانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ يَقُولُ: إِنَّ الحَجَّاجَ عَذَابُ الله، فَلا تَدْفَعُوا عَذَابَ الله بِأَيْدِيكُمْ، وَلَكِنْ؛ عَلَيْكُمْ بِالِاسْتِكَانَةِ وَالتَّضَرُّعِ؛ فَإِنَّ الله -تَعَالَى- يَقُولُ: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [سُورَةُ المُؤْمِنُونَ: 76].
وَكَانَ طَلقُ بْنُ حَبِيبٍ يَقُولُ: اتَّقَوُا الفِتْنَةَ بِالتَّقْوَى.
فَقِيلَ لَهُ: أَجْمِل لَنَا التَّقْوَى.
فَقَالَ: أَنْ تَعْمَلَ بِطَاعَةِ الله، عَلَى نُورٍ مِنَ الله، تَرْجُو رَحْمَةَ الله، وَأَنْ تَتْرُكَ مَعْصِيَةَ الله، عَلَى نُورٍ مِنَ الله، تَخَافُ عَذَابَ الله.
رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا.
وَكَانَ أَفَاضِلُ المُسْلِمِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ الخُرُوجِ، وَالقِتَالِ فِي الفِتْنَةِ؛ كَمَا كَانَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ، وَسَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ، وَعَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ -وَغَيْرُهُمْ-: يَنْهَوْنَ -عَامَ الحَرَّةِ- عَنِ الخُرُوجِ عَلَى يَزِيدَ.
وَكَمَا كَانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ، وَمُجَاهِدٌ -وَغَيْرُهُمَا- يَنْهَوْنَ عَنِ الخُرُوجِ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ.
وَلِهَذَا اسْتَقَرَّ أَمْرُ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى: تَرْكِ القِتَالِ فِي الفِتْنَةِ -لِلأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الثَّابِتَةِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَصَارُوا يَذْكُرُونَ هَذَا فِي عَقَائِدِهِمْ، وَيَأْمُرُونَ بِالصَّبْرِ عَلَى جَوْرِ الأَئِمَّةِ، وَتَرْكِ قِتَالِهِمْ -وَإِنْ كَانَ قَدْ قَاتَلَ فِي الفِتْنَةِ خَلقٌ كَثِيرٌ- مِنْ أَهْلِ العِلمِ وَالدِّينِ-.
وَبَابُ (قِتَالِ أَهْلِ البَغْيِ) وَ(الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ) يَشْتَبِهُ بِـ(القِتَالِ فِي الفِتْنَةِ)- وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِهِ-.
وَمَنْ تَأَمَّلَ الأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ الثَّابِتَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي هَذَا البَابِ -وَاعْتَبَرَ- أَيْضًا- اعْتِبَارَ أُولِي الأَبْصَارِ-؛ عَلِمَ أَنَّ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ النُّصُوصُ النَّبَوِيَّةُ خَيْرُ الأُمُورِ.
وَلِهَذَا؛ لَـمَّا أَرَادَ الحُسَيْنُ - رَضِيَ الله عَنْهُ - أَنْ يَخْرُجَ إِلَى أَهْلِ العِرَاقِ -لَـمَّا كَاتَبُوهُ كُتُبًا كَثِيرَةً- أَشَارَ عَلَيْهِ أَفَاضِلُ أَهْلِ العِلمِ وَالدِّينِ-، كَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ-: أَنْ لا يَخْرُجَ، وَغَلَبَ عَلَى ظَنِّهِمْ أَنَّهُ يُقْتَلُ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ: أَسْتَوْدِعُكَ الله مِنْ قَتِيلٍ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْلا الشَّفَاعَةُ لَأَمْسَكْتُكَ، وَمَنَعْتُكَ مِنَ الخُرُوجِ.
وَهُمْ -فِي ذَلِكَ- قَاصِدُونَ نَصِيحَتَهُ، طَالِبُونَ لِمَصْلَحَتِهِ، وَمَصْلَحَةِ المُسْلِمِينَ.
وَالله وَرَسُولُهُ إِنَّمَا يَأْمُرُ بِالصَّلاحِ، لا بِالفَسَادِ، لَكِنَّ الرَّأْيَ يُصِيبُ تَارَةً، وَيُخْطِئُ أُخْرَى.
فَتَبَيَّنَ أَنَّ الأَمْرَ عَلَى مَا قَالَهُ أُولَئِكَ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الخُرُوجِ لا مَصْلَحَةُ دِينٍ، وَلا مَصْلَحَةُ دُنْيَا.
بَل تَمَكَّنَ أُولَئِكَ الظَّلَمَةُ الطُّغَاةُ مِنْ سِبْطِ رَسُولِ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ حَتَّى قَتَلُوهُ مَظْلُومًا شَهِيدًا.
وَكَانَ فِي خُرُوجِهِ وَقَتْلِهِ مِنَ الفَسَادِ مَا لَمْ يَكُنْ حَصَلَ لَوْ قَعَدَ فِي بَلَدِهِ؛ فَإِنَّ مَا قَصَدَهُ مِنْ تَحْصِيلِ الخَيْرِ، وَدَفْعِ الشَّرِّ: لَمْ يَحْصُل مِنْهُ شَيْءٌ، بَل زَادَ الشَّرُّ بِخُرُوجِهِ وَقَتْلِهِ، وَنَقَصَ الخَيْرُ بِذَلِكَ، وَصَارَ ذَلِكَ سَبَبًا لِشَرٍّ عَظِيمٍ.
وَكَانَ قَتْلُ الحُسَيْنِ مِمَّا أَوْجَبَ الفِتَنَ، كَمَا كَانَ قَتْلُ عُثْمَانَ مِمَّا أَوْجَبَ الفِتَنَ.
وَهَذَا -كُلُّهُ- مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الصَّبْرِ عَلَى جَوْرِ الأَئِمَّةِ، وَتَرْكِ قِتَالِهِمْ، وَالخُرُوجِ عَلَيْهِمْ، هُوَ: أَصْلَحُ الأُمُورِ لِلعِبَادِ فِي المَعَاشِ وَالمَعَادِ، وَأَنَّ مَنْ خَالَفَ ذَلِكَ -مُتَعَمِّدًا، أَوْ مُخْطِئًا- لَمْ يَحْصُل بِفِعْلِهِ صَلاحٌ؛ بَل فَسَادٌ.
وَلِهَذَا؛ أَثْنَى النَّبِيُّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الحَسَنِ بِقَوْلِهِ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَسَيُصْلِحُ الله بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ».
وَلَمْ يُثْنِ عَلَى أَحَدٍ؛ لا بِقِتَالٍ فِي فِتْنَةٍ، وَلا بِخُرُوجٍ عَلَى الأَئِمَّةِ، وَلا نَزْعِ يَدٍ مِنْ طَاعَةٍ وَلا مُفَارَقَةٍ لِلجَمَاعَةِ...».
.. هذا (بعضٌ) مِن غَيْضِ فَيْضِ كلامِ هذيْنِ الإمامَيْن الجليلَيْن -ممَّا لمْ (ولنْ!) يُدْرِكهُ هؤلاء (القوم)!!! بسببِ فُقدانِهِم أهليَّةَ ذلك -أصلاً وفَرعاً-...
إلاّ أنْ يُراجِعُوا، ويتراجَعُوا!!!
و(لنَقْفِزْ!) قليلاً -أو كثيراً- لا فَرْقَ!- فكلُّهُ -منهُم- كلامٌ في كلام!! فلا يصلُحُ مع هؤلاءِ القومِ البَحْثُ العلميُّ- التفصيليّ الدَّقيق-؛ فهُم أبعدُ شيءٍ عنه...
إذ لو تتبَّعْنا هذا (العسَّال!)- في كُلِّ ما قالَ؛ لطالَ بنا -جدًّا- (المقال)!!
8- قولُهُ: (إنَّ ما جَرَى -ويَجرِي- في تُونُس ومِصر وليبيا -مهما كانت أسبابُهُ ودوافعُهُ؛ هو مَدَدٌ مِن عندِ الله -تعالى-..)!!
تأمَّلُوا قولَهُ: (مهما كانتْ أسبابُهُ ودوافعُهُ)!! ما أقبحَه! وما أبعدَه!
فهو -واللـهِ- تصويرٌ (واقعيٌّ = عمليٌّ) لقاعدةِ (الغاية تُبَرِّر الوَسيلة)! -الباطلة المُنكَرَة-!!
فهل يكون (مددٌ مِن الله) لِـمَنْ هذا حالُهُ -استِدلالاً-؛ إلاّ استِدراجاً منهُ -تعالى-؛ كما قال: {سنستدرِجُهُم مِن حيثُ لا يَعلمُون وأُملِي لهُم إنَّ كَيْدِي مَتِين}؟!
فافْهَم!
... لكنَّ الجهلَ يُعْمِي ويُصِمُّ!
وقفزةٌ أُخرَى (!):
9- ها هو -ذا- يُكَرِّرُ (باستسلامِ تامّ!!) ما أوْرَدْتُهُ (سبيلُهُم!) -الجائرةُ- مِن كذبات باردات! فاجعات حول (اتِّصالِهِ مع التَّلفِزيون اللِّيبي)!! -أي: أنا-!
ثُمَّ طَوَّرَ (الكذبة!) -المفضوحة- زاعِماً أنَّها (مُداخلة)!!! وهي أكبرُ مِن أُختِها!!
وكُلُّهُ كذبٌ، في كذبٍ، يجرُّ كذباً!!!
وقد رددتُ على ذلك -في الحلقَة السابقة مِن «الرَّدِّ» - مُطَوَّلاً-؛ كاشِفاً فُنُون (السَّبيل!) في الكذب والتَّدجيل!
10- خَتَمَ آخِرَ فِقْرَتَيْنِ مِن (مَقالِهِ!) بتَكرار كلمةٍ -منه-، هي: (وكأنِّي فهِمْتُ)!!
(وكأنِّي فَهِمْتُ)!!
ممّا ذَكَّرَنِّي (بفَهْمِ!) (زين العابدين بن علي!) -غير المأسوف عليه!- في آخرِ لِقاءاتِهِ الفضائيَّة -لشعبه-!!
فهل (فهمتَ) -الآن-!؟
فهمُكَ السَّقِيم -يا هذا- وما بَنَيْتَهُ عليه -فيه- مِن تقوُّلٍ عليَّ! وتقويلٍ لي!!-: يُذكِّرُنِي بنحوِ قَولِ ابنِ عُمَرَ -رضيَ اللهُ عنهُما-:
اجعَل (كأنَّ!) عندَ ذاك الكوكب!!
فبأيِّ لُغَة مِن اللُّغات كان فهمُك الـ(كأنَّ!) -هذا-؟!
وبأيِّ نوعٍ مِن أنواعِ الدِّلالات -هو-؟!
فهل وَرَدَ على لسانِي -أو بقلمِي- أيّ إشارة -أو عِبارة- يُفهَمُ منها هذا الظُّلمُ الفاشِلُ المُفترى؛ الذي ادَّعَيت -كذباً-، وكذَبت -مُدَّعِياً- عَلَيَّ أنِّي قُلتُهُ؟!
إنْ أنتَ في (كأنَّ فهمِك!!) -هذا- كمِثلِ ما قيل-:
أقولُ له سَعْداً، فيسمعُها عَمْراً *** ويحفظُها زَيداً، ويكتُبُها بَكْرَا
يا قَوْمُ:
لقد كاد الكذبُ (عندكم) أن يكونَ ديناً!!
فاستحوا على أنفسِكُم...
ليس مِنَّا!
ولكنْ؛ مِن ربِّنا...
واللَّبيبُ تَكفيهِ الإشارة...
فدَعْ عنكَ الكتابةَ لَسْتَ منها *** ولو سوَّدْتَ وَجْهَكَ بالمِدادِ
... ثُمَّ إنِّي أقولُ: أين هُوَ ذا (الحياءُ!)، و(الفَهْمُ!!) في زَمَن (الفوضَى الخلاقة!) -الموعود بها- منذُ سِنين- لإنشاءِ نِظامِ شرقٍ أوسطيٍّ- جديد-!
لن ينسَى لكِ التاريخُ (!) ذلك يا (كُوندليزا رايْس!)!
لن يَنْساه.. لن يَنْساه...
وأُكَرِّرُ:
{يُخرِبُونَ بيوتَهُم بأيديهِم}، {لو كانُوا يعلمون}...
فالإخوان المُسلمُون بهذا -كُلِّه- فَرِحُون! وله يطبِّلُون ويُزَمِّرُون!!
وبه ماشُون! وعنهُ يُدافِعُون!!
ومِن أجلِهِ (يتظاهَرُون)!!!
وأختم مقالي هذا بنَقْلِ كلماتٍ تأصيليَّةٍ علميَّة؛ لشيخِ الإسلام ابن تيميَّة -في كتابه «منهاج السُّنَّة النبويَّة» -لعلَّكُم (!) تُفيقون مِن سَكْرَتِكُم (الحاليَّة!)-؛ قال -رحمه الله- ما مُلَخَّصُهُ-:
«وَمِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ أَسْبَابَ هَذِهِ الفِتَنِ تَكُونُ مُشْتَرَكَةً، فَيَرِدُ عَلَى القُلُوبِ مِنَ الوَارِدَاتِ مَا يَمْنَعُ القُلُوبَ عَنْ مَعْرِفَةِ الحَقِّ وَقَصْدِهِ.
وَلِهَذَا تَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الجَاهِلِيَّةِ، وَالجَاهِلِيَّةُ لَيْسَ فِيهَا مَعْرِفَةُ الحَقِّ، وَلا قَصْدُهُ، وَالإِسْلامُ جَاءَ بِالعِلمِ النَّافِعِ، وَالعَمَلِ الصَّالِحِ، بِمَعْرِفَةِ الحَقِّ، وَقَصْدِهِ.
فَيَتَّفِقُ أَنَّ بَعْضَ الوُلاةِ يَظْلِمُ بِاسْتِئْثَارٍ، فَلا تَصْبِرُ النُّفُوسُ عَلَى ظُلمِهِ، وَلا يُمْكِنُهَا دَفْعُ ظُلمِهِ إِلا بِمَا هُوَ أَعْظَمُ فَسَادًا مِنْهُ!
وَلَكِنْ؛ لِأَجْلِ مَحَبَّةِ الإِنْسَانِ لِأَخْذِ حَقِّهِ، وَدَفْعِ الظُّلمِ عَنْهُ: لا يَنْظُرُ فِي الفَسَادِ العَامِّ الَّذِي يَتَوَلَّدُ عَنْ فِعْلِهِ.
وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّكُمْ سَتَلقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً؛ فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ»...
وكذلك ثَبَتَ عنهُ -في «الصحيح»- أنَّهُ قال: «على المرءِ المُسلمِ السَّمعُ والطَّاعةُ في يُسْرِهِ وعُسْرِهِ، ومَنشطِهِ ومَكرَهِهِ، وأَثَرَةٍ عليه».
... [ والعجب أنَّ (الإخوان!) يستعمِلُونَ هذا المعنَى في أُمرائِهِم الحزبيِّين-داخِلَ (جماعتِهِم!)-، الذين لا يكادُون (!) يملِكُون أنفسَهم! ولا (أُسَرَهم!)! ثم يمنعُونَ تنزيلَ هذا المعنَى في حُكَّام المُسلمِين -المُسلمين!- ضمنَ طاعةِ الله ورسوله-!!
فأيُّ جَهْلٍ وتناقُضٍ أشدُّ؟!!].
فَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المُسْلِمِينَ بِأَنْ يَصْبِرُوا عَلَى الِاسْتِئْثَارِ عَلَيْهِمْ، وَأَنْ يُطِيعُوا وُلاةَ أُمُورِهِمْ -وَإِنِ اسْتَأْثَرُوا عَلَيْهِمْ-، وَأَنْ لا يُنَازِعُوهُمُ الأَمْرَ.
وَكَثِيرٌ مِمَّنْ خَرَجَ عَلَى وُلاةِ الأُمُورِ -أَوْ أَكْثَرُهُمْ- إِنَّمَا خَرَجَ لِيُنَازِعَهُمْ مَعَ اسْتِئْثَارِهِمْ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَصْبِرُوا عَلَى الِاسْتِئْثَارِ!
ثُمَّ إِنَّهُ يَكُونُ لِوَلِيِّ الأَمْرِ ذُنُوبٌ أُخْرَى، فَيَبْقَى بُغْضُهُ لِاسْتِئْثَارِهِ يُعَظِّمُ تِلكَ السَّيِّئَاتِ، وَيَبْقَى المُقَاتِلُ لَهُ ظَانًّا أَنَّهُ يُقَاتِلُهُ {لِئَلا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله}! وَمِنْ أَعْظَمِ مَا حَرَّكَهُ عَلَيْهِ طَلَبُ غَرَضِهِ: إِمَّا وِلايَةٌ، وَإِمَّا مَالٌ!!
كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: {فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [سُورَةُ التَّوْبَةِ: 58].
فَإِذَا اتَّفَقَ مِنْ هَذِهِ الجِهَةِ شُبْهَةٌ وَشَهْوَةٌ، وَمِنْ هَذِهِ الجِهَةِ شَهْوَةٌ وَشُبْهَةٌ: قَامَتِ الفِتْنَةُ!
وَالشَّارِعُ أَمَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ بِمَا هُوَ المَصْلَحَةُ لَهُ وَلِلمُسْلِمِينَ:
فَأَمَرَ الوُلاةَ بِالعَدْلِ، وَالنُّصْحِ لِرَعِيَّتِهِمْ؛ حَتَّى قَالَ: «مَا مِنْ رَاعٍ يَسْتَرْعِيهِ الله رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلا حَرَّمَ الله عَلَيْهِ رَائِحَةَ الجَنَّةِ»، وَأَمَرَ الرَّعِيَّةَ بِالطَّاعَةِ وَالنُّصْحِ؛ كَمَا ثَبَتَ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» - ثَلاثًا -، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «لله، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ».
وَأَمَرَ بِالصَّبْرِ عَلَى اسْتِئْثَارِهِمْ، وَنَهَى عَنْ مُقَاتَلَتِهِمْ، وَمُنَازَعَتِهِمُ الأَمْرَ مَعَ ظُلمِهِمْ، لِأَنَّ الفَسَادَ النَّاشِئَ مِنَ القِتَالِ فِي الفِتْنَةِ، أَعْظَمُ مِنْ فَسَادِ ظُلمِ وُلاةِ الأَمْرِ، فَلا يُزَالُ أَخَفُّ الفَسَادَيْنِ بِأَعْظَمِهِمَا...».
.. وهذا (آخِرُ!) الكلام..

ولئن سأل سائل.. أو قال قائل:
ألم تُغلِظ عليهم(!)القولَ-رداً ونقداً-؟!
فأقول -إنصافاً واعترافاً- :
بلى ؛ قد فعلت...
وما هذا منّي إلا بسبب ما كان منهم!!
مِن ماذا؟؟!!
مِن كذبِهم ، وافترائِهم ، وتدليسِهم ، وبترِهم ،و....تلاعبهم!!!!!
فوالله الذي لا يُحلَف إلا بجلاله: لو صَدَقوني - وقد أغلظوا عَلَيّ - .. لسكتُّ ..
ولكنْ.... ما تُجدي المُلايَنة مع الكذّاب!!؟؟
بل أقول: إنّي (أشعر!)أنّي قد ترفّقتُ بهم(!){لعلّهم يرجعون}!!!!
والسلام...
ونحن بالانتظار(!) لأيِّ جديد.....
واللهُ هو الغنيُّ الحميد...
* * * * *

أبوالأشبال الجنيدي الأثري 03-05-2011 09:02 PM

جزاك الله خيرا شيخنا , مقالات تقطع دابر المنحرفين ,
وتبيض وجوه السلفيين !
نسأل الله أن يحفظك , ويبارك في عمرك وعلمك وعملك .

زين العابدين الاحمد 03-05-2011 09:04 PM

بارك الله فيك

خادم السنه ابوعبدالله 03-05-2011 09:04 PM

نفع الله بك شيخنا وزادك الله من فضله وأن يثبتك على المنهج الحق

أبو الأزهر السلفي 03-05-2011 09:06 PM

يبدو أن كذوبهم الأخير نسبته إلى (المعسل بتاع الأراجيل) مش العسل؛ لأن العسل لا يورث الهبل والخبل !!!
أما المعسل فهو الغني عن الذكر في نتكيس الفكر !!

صدق -والله- أحد مشايخنا لما قال: قد يكون من رحمة الله بنا أنه لم يمكن لهؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالإسلاميين بالحكم؛ لأنهم لو مُكِّنوا لسامونا سوء العذاب !!

ما (فش) بأديهم سلطة وعندهم مثل هذا الهجوم الشرس المنبئ عن أنفس عدائية متوحشة همُّها الانتصار لأنفسها وأحزابها بأي (أسباب أو دوافع) -على حد تعبير (المعسل)- ناهيك عن الوسائل المبررة لتلك (الأسباب والدوافع) (!)

الله لا يحكمكم بالمسلمين ولا ساعة يا أصحاب الحزبية المقيتة, والعقوبات العسكرية الأليمة التي تفرضونها على النعاج المسلمة لكم إذا خالفت (أولياء أموركم المبايَعِين منكم)!

كان الله لك شيخنا أبا الحارث فأنت تحرث باطلهم لتنثره في وجوههم, وتسففهم أياه في أفواههم, وهم يحرثون في (البحر) !
وأنى لهم النيل منه وإدراك مقصدهم الخبيث المُرّ ؟!

لؤي عبد العزيز كرم الله 03-05-2011 11:11 PM

جزاك الله خيرا شيخنا وأحسن إليكم مقال نافع وتحقيق ماتع وما أجمل ما نقلته عن شيخ الإسلام من قواعد عظام وأصول لا تضام .

ايمن خليفه 03-06-2011 12:16 AM

السبيل ما لها من سبيل إلا التضليل
 
... [ والعجب أنَّ (الإخوان!) يستعمِلُونَ هذا المعنَى في أُمرائِهِم الحزبيِّين-داخِلَ (جماعتِهِم!)-، الذين لا يكادُون (!) يملِكُون أنفسَهم! ولا (أُسَرَهم!)! ثم يمنعُونَ تنزيلَ هذا المعنَى في حُكَّام المُسلمِين -المُسلمين!- ضمنَ طاعةِ الله ورسوله-!!
فأيُّ جَهْلٍ وتناقُضٍ أشدُّ؟!!].
جزاك الله خيرا شيخنا
نسأل الله أن يحفظك , ويبارك في عمرك وعلمك وعملك .

أبو عبد الرحمن المسلم 03-06-2011 12:19 AM

اقتباس:

كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: {فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [سُورَةُ التَّوْبَةِ: 58].
و هذا الذي حدث للاخوان المسلمين في الجزائر عندما اعطى لهم ولي الامر مناصب في الحكومة فلم نعد نسمع لهما صوتا في انقداد النظام الحكومة او الرئيس بل هم ضد من يدعو الى اسقاط النظام في الجزائر
حفظك الله يا شيخ علي و الله كلما اقرأ تأصيلاتك العلمية ازداد يقينا بما نحن عليه

أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- 03-06-2011 12:41 AM

اقتباس:

بل أقول: إنّي (أشعر!)أنّي قد ترفّقتُ بهم(!)

وأنا أشعر! فلقد ترفقتم به شيخنا , ذلك بأنكم لم تجعلوه عسالا قديما , لاينتفع من لسعات النحل الفائتة وعلى رأسه!!!

أبومسلم 03-06-2011 12:50 AM

ومرة ثالثة ورابعة! سدد الله رميك شيخنا
والله كأنك تسفهم المل!!
فهم الآن بين نارين...إما الأخذ بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي له ينتسبون! وإما أن يكشفوا قناع الحزبية المقيتة ويرموا عنهم رداء (التقيَّة), عذراً الخجل!
أما من له الآن يطبلون ويرقصون, رافعينه لمرتبة المشيخة! فيكفي لكشف كثير من حاله وأوحاله كتاب شيخا الأبي علي بن حسن بن عبدالحميد الحلبي الأثري -نصر الله به السنة وأهلها-"ترغيم المجادل العنيد"
فهو لا يستحق حتى أن يذكر اسمه, فقد بدأ بعض نفسه, ولعل ترياق سمه ( خَلَّصْ من الأسواق)!!


الساعة الآن 10:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.