{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   أيها المقلدون المتعصبون! اتقوا لعنة (الشيخ ربيع) لكم!! (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=8529)

علي بن محمد أبو هنية 07-03-2009 04:33 PM

أيها المقلدون المتعصبون! اتقوا لعنة (الشيخ ربيع) لكم!!
 
أَيُّهَا المُقَلِّدُونَ المُتَعَصِّبُونَ! اتَّقُوا لَعَْنَةَ (الشَّيْخ رَبِيع) لَكُم!!



بقلم: علي أبو هنيَّة -كان الله له-



الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه, وبعد:
فمنذ نعومة أظفارنا -في هذه الدعوة المباركة- ونحن نقرأ كلام أئمتنا وعلمائنا في النَّهي عن تقليدهم, والزَّجر عن التعصُّب لهم, وذمِّ اتِّباعهم في صوابهم وخطأهم, كما جاء عن:
الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- قال: «لا يحلُّ لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه».
وفي رواية: «حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي».
زاد في رواية: «فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غداً».
وفي أخرى: «ويحك يا يعقوب (هو أبو يوسف) لا تكتب كل ما تسمع مني؛ فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غداً, وأرى الرأي غداً وأتركه بعد غد».
وقال الإمام مالك -رحمه الله-: «إنما أنا بشر أخطئ وأصيب؛ فانظروا في رأيي, فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه, وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه».
وقال الإمام الشافعي -رحمه الله-: «كل ما قلت فكان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- خلاف قولي مما يصح؛ فحديث النبي أولى فلا تقلدوني».
وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: «لا تقلدني, ولا تقلد مالكاً, ولا الشافعي, ولا الأوزاعي, ولا الثوري, وخذ من حيث أخذوا».
وفي رواية : «لا تقلد دينك أحداً من هؤلاء, ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فخذ به, ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير». انظر: مقدمة «صفة الصلاة» لشيخ شيوخنا الألباني -رحمه الله-.
وقد تربينا منذ بداية عمرنا, ونشوء أمرنا على عدم التقليد ولله الحمد, ونحن لم نهرب من تقليد أولئك الأئمة حتى يأتينا من يأمرنا بتقليد المحدثين, بله أن يلزمنا بذلك, بله أن يحاربنا ويعادينا ويخاصمنا إن رفضنا التَّلبُّس بهذا الداء الدوي, والمرض الحزبي المذهبي.
فساد التقليد:
قال ابن القيم -رحمه الله-: «والمصنِّفون في السنة جمعوا بين فساد التقليد وإبطاله وبيان زلة العالم؛ ليبينوا بذلك فساد التقليد, وأن العالم قد يزل ولا بد؛ إذ ليس بمعصوم, فلا يجوز قبول كل ما يقوله, وينزل قوله منزلة قول المعصوم؛ فهذا الذي ذمه كل عالم على وجه الأرض, وحرَّموه, وذموا أهله, وهو أصل بلاء المقلدين وفتنتهم, فإنهم يقلدون العالم فيما زل فيه وفيما لم يزل فيه, وليس لهم تمييز بين ذلك, فيأخذون الدين بالخطأ ولا بد؛ فيحلون ما حرم الله, ويحرمون ما أحل الله, ويشرعون ما لم يشرع, ولا بد لهم من ذلك إذ كانت العصمة منتفية عمن قلدوه, فالخطأ واقع منه ولا بد».اهـ «إعلام الموقعين» (3/453), وانظر: «ذخر المحتي من آداب المفتي» (ص178وما بعدها) للعلامة صديق حسن خان -رحمه الله-.
المقلِّد محروم:
وليعلم المقلد المسكين أنه بين الإثم وعدمه مع حرمان الأجر, في كلتا الحالتين؛ الخطأ والإصابة لمتبوعه..
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: «وأما من قلد شخصاً دون نظيره بمجرد هواه، ونصره بيده ولسانه -من غير علم أن معه الحق-؛ فهذا من أهل الجاهلية، وإن كان متبوعه مصيباً لم يكن عمله صالحاً، وإن كان متبوعه مخطئاً كان آثماً».اهـ «مجموع الفتاوى» (7/72).
وقال العلَّامةُ المُعَلِّمِيُّ -رحمه الله-: «واعلمْ أنَّ اللهَ -تعالى- قد يُوقِعُ بعضَ المُخْلِصين في شيءٍ مِن الخَطَأِ، ابتِلاءً لغيرِه؛ أَيَتَّبِعُونَ الحقَّ ويَدَعُونَ قولَه؟! أم يَغْتَرُّونَ بفضلِه وجلالتِه؟! وهو معذورٌ، بل مأجورٌ لاجتهادِه وقصدِهِ الخيرَ، وعدم تقصيرِه.
ولكنْ؛ مَنِ اتَّبَعَهُ مُغْتَرًّا بعظمتِه -بدون التِفاتٍ إلى الحُجَجِ الحقيقيةِ مِن كتابِ الله -تعالى- وسُنَّةِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم- فلا يكونُ معذوراً، بل هو على خطرٍ عظيمٍ».اهـ «رَفْع الاشتباه عن مَعنى العِبادة والإله» (ص152).
المقلِّد مهزوم:
وليعلم المتعصِّب لنفسه أو لغيره؛ أنه لن ينصر بذلك نفسه, ولن ينفع غيره المتعصِّب له, وكذا لا يضرُّ إلا نفسه, ولا يضرُّ غيره المتعصِّب عليه..
قال الشوكاني -رحمه الله-: «وكنت أتصور في نفسي أن هؤلاء الذين يتعصَّبون علي, ويشغلون أنفسهم بذكري, والحط علي هم أحد رجلين:
إما جاهل لا يدري أنه جاهل, ولا يهتدي بالهداية, ولا يعرف الصواب, وهذا لا يعبأ الله به.
أو رجل متميز, له حظ من علم, وحصة من فهم؛ لكنه قد أعمى بصيرته الحسد, وذهب بإنصافه حب الجاه, وهذا لا ينجع فيه الدواء, ولا تنفع عنده المحاسنة, ولا يؤثر فيه شيء, فما زلت على ذلك, وأنا أجد المنفعة بما يصنعونه أكثر من المضرة, والمصلحة العائدة على ما أنا فيه بما هم فيه أكثر من المفسدة».اهـ «أدب الطلب» (ص40).
إذا زاد الشَّيء عن حدِّه انقلب إلى ضدِّه:
ومن المعلوم أن الشيء إذا زاد عن حدِّه انقلب إلى ضده, فحينئذ يحتاج العارفون إلى إحداث توازن بين الأمرين (المدح والقدح) حتى تسلم السُّنَّة, وإلا كان تقديم الأشخاص على السُّنَّة, وحصلت الفتنة, وهذا فيه ضياع للدين, وضلالٌ بيقين.
فإذا ظهر غلو وإفراط في أحدٍ في مَحِلَّة أو زمن كان الأولى بالعارفين أن يذكروا خلاف ذلك حتى يحصل التوازن بين الطرفين الذَّميمين, كما أنه إذا حصل نوع تقصير في هذا الشخص وتفريط كان الأولى ذكر مناقبه حتى يحصل التوازن أيضاً.
وعلى هذا درج أئمتنا, كما جاء عن الإمام النسائي -رحمه الله-:
قال ابن خلكان: قال محمد بن إسحاق الأصبهاني: سمعت مشايخنا بمصر يقولون: إن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره, وخرج إلى دمشق, فسئل عن معاوية وما روي من فضائله فقال: «أما يرضى معاوية أن يخرج رأسا برأس حتى يفضل؟!» وفي رواية: «ما أعرف له فضيلة إلا لا أشبع الله بطنك» وكان يتشيَّع, فما زالوا يدافعونه في خصيتيه وداسوه, ثم حمل إلى مكة فتوفي بها, وهو مدفون بين الصفا والمروة. وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: لما داسوه بدمشق مات بسبب ذلك الدَّوس, فهو مقتول, وكان صنَّف كتاب الخصائص في فضل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأهل البيت, وأكثر روايته عن الإمام أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- فقيل له: ألا صنفت في فضل الصحابة -رضي الله عنهم- كتاباً؟ فقال: «دخلت دمشق والمنحرف عن علي كثير, فأردت أن يهديهم الله بهذا الكتاب».
وقال الوزير ابن حنزابة: سمعت محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي قال: سمعت قوما ينكرون على أبي عبد الرحمن النسائي كتاب: «الخصائص» لعلي -رضي الله عنه-، وتركه تصنيف فضائل الشيخين، فذكرت له ذلك، فقال: «دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير، فصنفت كتاب: «الخصائص»، رجوت أن يهديهم الله تعالى».اهـ [بتصرف] انظر ترجمته في: (السير, ووفيات الأعيان, وشذرات الذهب).
تقليد اليوم:
كان غالب التقليد الذي يعقد عليه سلطان الولاء والبراء من المقلِّدين لمقلَّديهم قديماً في المسائل الفقهية الاجتهادية, وأضحى تقليد اليوم -عند السلفيين- غالبه في الحكم على الرجال, وهو من المسائل الاجتهادية أيضاً, وإن أنكر ذلك من أنكره, فكما يذم التقليد قديماً يذم حديثاً أيضاً, ولا فرق, بل ذمه اليوم أولى فقد كان قديماً تقليد أولئك لأئمة, أما اليوم فهو لمن هم دونهم منزلة بمراحل وبرد ومفاوز تنقطع دونها أعناق المطي.
قال الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله-: «فَالَّذِي يَتَكَلَّمُ في أَهْل البِدَع، ويَتَكَلَّمُ في المَنْهَج، ويَتَكَلَّمُ في العَقِيدَةِ -وَهُوَ لا تُقْبَلُ رِوَايَتُهُ- لا يَكُون إِمَاماً عَالماً، وَلَيْسَ أَمَامَهُ إِلَّا التَّقْلِيد؛ فَيَقُول: قَالَ فُلَان! وَقَالَ فُلَان! بِغَيْرعِلْم-!
مِثْلُمَن يُقَلِّدُ في الفِقْه مَذْهباً، ويَتَعَصَّبُ لَهُ، ويَنْقُلُ أَحْكَاماً عَن هَذَاالمَذْهَب -وَفِيهِ مَا يُقْبَلُ وَمَا يُرَدُّ-، وَهُوَ لا يُمَيِّزُ بَيْنَ المَقْبُولِ والمَرْدُودِ!!
فَلا هَذَا المُقَلِّدُ في الفِقْهِ -وَلا ذَاكَ المُقَلِّدُ في العَقِيدَةِ- يَصْلُحُ لِلنَّقْدِ، والجَرْحِ والتَّعْدِيل، والتَّبْدِيع والتَّضْلِيل».اهـ «المجموع الواضح» (ص183, 184).
قلت: فانظر كيف جعل شيخنا ربيع -حفظه الله-كِلا بابَي الفقه والرجال واحداً -في مواضيع الإجماع، والخلاف، والتقليد، والتثبُّت من غيرِ فَرْقٍ.
وقد أوردت في كتابي «قرة عيون السلفيين» كلام ثمانية من أئمة الإسلام في إثبات أن الاختلاف في مَسَائِل الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ أمر اجْتِهَادِيّ كالمسائل الفقهية تماماً, وهم: (التِّرْمِذِيُّ,والباجي, والمنذري,وابْنُ تَيْمِيَّةَ,والذهبي, والسَّخاوي, والصَّنْعانِيُّ, والقاسمي).
ومن جهة أخرى؛ لو قارنَّا مقلِّدة اليوم بمقلِّدة الأمس من المذهبيين, لوجدنا الفرق الشاسع والبون الواسع بينهم, فأولئك كانوا علماء, وهؤلاء غالبهم حمقى جهلاء.
لَسْتُ حَجَرِيَّاً:
وقد كان شيخنا الألباني -رحمه الله- يقول -في نفيه التقليد عن نفسه في الحكم على الرجال-: «لستُ حَجَريَّاً», أي لست مقلداً للحافظ ابن حجر في أحكامه على الرجال, يقول هذا, وابن حجر -رحمه الله- هو من هو في العلم ونقد الرجال.
أما بعد:
فكم سعدت عندما وقفت على كلمة مشابهة تماماً لتلكم الكلمات النيِّرات المتقدمة عن الأئمة الأربعة, مقاربة لمرامهم في عباراتهم, هذه الكلمة لشيخ وعالم نحبه ونحترمه مثله مثل باقي العلماء, ولا نرفعه فوق منزلته التي تنبغي له, فهو بشر يصيب ويخطئ, ويقول القول اليوم ويرجع عنه غداً, ويقول القول غداً ويرجع عنه بعد غد, ولكن له أتباع -ظاهراً- غلوا فيه أيَّما غلو, ورفعوه فوق منزلته, حتى كادوا يدَّعون له العصمة, فلا تكاد تسمع منهم تخطئة واحدة منهم لقولٍ من أقواله, وكأنَّ أقواله من وحي السماء, وفصل القضاء, بل وقدَّموها على قواعد أهل العلم التي يتشدَّقون هم بها, بل وحاربوا كل من خالفه في قول من أقواله, وادَّعوا أن من خالفه فقد طعن فيه.
هذا الشيخ العالم الفاضل المشار إليه هنا هو فضيلة شيخنا العلامة ربيع بن هادي بن عمير المدخلي -حفظه الله من بطانة السوء, ومن كل ما يسوء-, الذي لسان حاله يقول لأتباعه ما قال علي بن الحسين -رحمه الله- لمن ادَّعوا حبهم -آل البيت- ممن غدرهم ونكَّل بهم: «يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام, ولا تحبونا حب الأصنام, فما زال بنا حبكم حتى صار علينا شَيْناً». «السير»(4/389).
وكلمته الذهبية التي قالها هي قوله -جزاه الله خيراً-: «لعنة الله على أحد منكم إذا تعلَّق بخطأ من أخطائي، وأبرأ إلى الله منه، وأنا أقول هذا الكلام دائماً أبرأ إلى الله من إنسان يتعلق بخطأ من أخطائي -بارك الله فيكم-، وأنا أحذر السلفيين في كل مكان من أخطائي, ومن أخطاء ابن تيمية, وابن القيم, وابن عبد الوهاب, من أي واحد ما أقر مسلم، وأبرأ إلى الله من أي أحد يأخذ خطأً من أخطائي».اهـ من «جلسة في بيت الشيخ» بتاريخ: 9/9/1423هـ.
إنكار الشيخ ربيع المدخلي للتَّقليد:
قال الشيخ ربيع -حفظه الله-: «أنا من أوائل تلاميذ الشيخ الألباني, والله أول ما درسنا بدأنا نناقشه مع إخواني وزملائي, وبعد أن راح من الجامعة الإسلامية, إلى يومنا هذا نحن نناقشه, لكن منهجه صحيح, ما نقلِّده, ولا ندعو إلى تقليده, ولا نقلِّد أحداً, ولا نقلِّد ابن تيمية, بل نتبع الحق, وهذا منهجه ومنهج ابن تيمية, وأحمد يقول: «لا تقلِّد الشافعي, ولا مالكاً, ولا الأوزاعي, وخذ من حيث أخذوا»».اهـ «إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل» (ص60).
قلت: جزى الله خيراً الشيخ الفاضل ربيعاً على هذا التأصيل السلفي, ولذا نحن -ولله الحمد- لا تقلد أحداً, ولا نتعصب له, ولا ندعو إلى تقليده, ولا حتى الشيخ ربيعاً -حفظه المولى-, ولا غيره؛ وانظر له أيضاً -لذم التقليد-: فصل: (مناقشة فالح في قضية التقليد) في كتاب «المجموع الواضح» (ص119), وانظر له -أيضاً- كتاب شيخنا «منهج السلف الصالح» (ص253) ففيه مزيد فائدة.
وأنقل هنا كلاماً بديعاً لمن ابتُليَ بالتَّعصُّب للشيخ من الشيخ نفسه, وعدم قبول تخطئته:
الشيخ ربيع يحذِّر من نوع فتَّاك من التعصُّب الخفي:
قال الشيخ ربيع -حفظه الله-: «فيجب على كل مسلم أن يفتش نفسه, فقد يميل إنسان إلى صاحب الحق لهوى، فقبل أن يتبين له الحق يتمنى أن يكون فلان هو المنتصر بالحجة أو غيرها, فتميل نفسه لأنه فلان، ولو كان على الحق لا يجوز أن يوجد هذا الميل، فيقول: إذا وجد هذا الميل ولو مع صاحب الحق يكون من حكم الجاهلية، وهذا أمر لا يخطر بالبال عند كثير من الناس.
فيجب على المسلم أن يراقب الله في القضايا المختلف فيها، وأن يكون قصده فقط معرفة الحق سواء مع هذا أو مع ذاك.
ومن هنا يقول الشافعي: «إذا دخلت في مناظرة لا أبالي إذا كان الحق مع صاحبي أو معي». فلا يبالي ولا يتمنى أن يكون الحق معه, بل يتمنى أن يكون مع صاحبه, وأن تكون النصرة له، هذا هو الخلق العالي, وهذا هو الدين المستقيم».اهـ «التعصب الذميم وآثاره» (ص29).
إنكار الشيخ ربيع العصمة والكمال لنفسه:
قال الشيخ ربيع -حفظه الله-: «أنا لم أَدَّعِ العصمة والكمال في شيء من أعمالي العلمية ولا غيرها.
ولا ادَّعى هذا أحد من أهل العلم والعقل، فقد يقع العالم في الأخطاء والمخالفات الكثيرة للكتاب والسنة، فضلاً عن الأخطاء اللغوية والإملائية.
وقد يبحث عن حديث أو ترجمة رجل من مظانه من المصادر فلا يقف عليه فيعتذر، وقد يكون إماماً في فن من الفنون فتوجد له كبوات في فنه، فهذا سيبويه إمام في اللغة قد استدرك عليه ابن تيمية ثمانين خطأً، وكم من فقيه له أخطاؤه؟ وكم من محدث ومفسر لهم أخطاؤهم الكثيرة.
وكل هذه الأخطاء لا تضر أصحابها, ولا تحط من مكانتهم, إذ لا يحطُّ من مكانة الرجل إلا ارتكاب الكبائر, أو اقتحام البدع, وعداء أهل السنة، هذا هو منهج أهل السنة والجماعة، أما أهل البدع -ولا سيما الحاقدون منهم- فإنهم لحرصهم على إسقاط أهل السنة يفرحون بمثل هذه السقطات التي لا يسلم منها أحد، ظناً منهم أنهم قد ظفروا بما يحلمون به, ويتمنونه انتقاماً لسادتهم الذين خرجوا عن منهج أهل السنة عقيدة وشريعة متعمِّدين لكثير مما خرجوا عنه.
فإذا ظفروا بشيء من الهفوات التي لا تضر جعلوها في مصاف البدع الكبرى, وصوَّروها في صور الموبقات المهلكات».اهـ«بيان فساد المعيار» (ص23).
قال الإمام الذهبي -رحمه الله-: «قال عبد الخالق بن منصور: سمعت ابن الرومي، يقول: ما رأيت أحداً قط يقول الحق في المشايخ غير يحيى [بن معين]، وغيره كان يتحامل بالقول.
قلت [الذهبي]: هذا القول من عبد الله بن الرومي غير مقبول، وإنما قاله باجتهاده، ونحن لا ندَّعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل، لكن هم أكثر الناس صواباً، وأندرهم خطأً، وأشدهم إنصافاً، وأبعدهم عن التحامل.
وإذا اتفقوا على تعديل أو جرح، فتمسك به، واعضض عليه بناجذيك، ولا تتجاوزه، فتندم.
ومن شذَّ منهم، فلا عبرة به».اهـ «سير أعلام النبلاء» (11/82).
معرفة الرجال علمٌ واسع:
قال العلامة جمال الدين القاسمي -رحمه الله-: «ومعرفة الرجال علمٌ واسع, ثم قد يكون المصيب من يعتقد ضعفه لاطِّلاعه على سببٍ جارح,وقد يكون الصواب مع الآخر لمعرفته أن ذلك السبب غير جارح, إما لأن جنسه غير جارح, أو لأنه كان له فيه عذر يمنع الجرح. وهذا باب واسع».اهـ «قواعد التحديث» (ص391).
لا نعتقد العصمة في أحد من العلماء فالنقص البشري ملازم لكل مخلوق:
دافع الشيخ النَّجمي عن الإمام الألباني -رحمهما الله تعالى- مدافعةً قويَّةً في مسألة نقله عن سيد قطب, وبيَّن أن ذلك كان لمصلحة راجحة اقتضاها المقام, فقال -رحمه الله-

: «إن القول بأن الألباني -رحمه الله- تابع سيد قطب قول باطل، وبَهت وكذب، وأَنَّ الكاتب موسى الدويش. -هداه الله- أخذ هذه الجمل مقطوعة وحكم بمقتضاها على الألباني أنه تابع سيد قطب حين نقلها، ولَم يردَّ عليها، ولست أدري ما هي الدوافع إلى تلويث عِرضِ رجلٍ ملأت مؤلفاته الَّتِي خدم بِها السنة النبوية المكاتب, فميَّز بين صحيحها وسقيمها، وحبس نفسه على ذلك ما يزيد على خمسين سنة، وظهر ذلك في مجلدات كثيرة, أيمكن أن هذا الرجل الذي خدم السنة خدمة لَم يسبق لها مثيل، والذي نعتقد أنه من أفضل العلماء الذين جاهدوا في نشر الدين دين الحق، ولا نزكيه على الله، ولا نعتقد العصمة له، ولا لأحد غيره من أهل العلم مهما علا كعبه، وعظم قدره بين المؤمنين، فالنقص البشري ملازم لكل مخلوق مهما بلغ في العلم».اهـ «الفتاوى الجلية» (ص290, 294).
لا يعتبر وصف عالم من علماء الجرح والتعديل بالتشدد ذماً له:
لا يعتبر وصف عالم من علماء الجرح والتعديل بالتشدد ذمَّاً له, فعلماء الجرح والتعديل على ثلاثة أقسام: متشدد ومعتدل ومتساهل, ولا زال علماؤنا يصفونهم بذلك, ويقسمونهم هذا التقسيم, قال الشيخ ربيع -حفظه الله- ناقلاً عن الذهبي -رحمه الله- ومقراً له في رده على الشيخ فالح: «لقد عقد [الذهبي] فصلاً ذكر فيه ألفاظاً من الجرح والتعديل, ثم قسم أئمة الجرح والتعديل إلى ثلاثة أقسام: متشدد ومعتدل ومتساهل».اهـ «المجموع الواضح» (ص54).
والشيخ ربيع -حفظه الله-عنده شدّة في هذا الباب(كما تواتَرَ وصفُه بهذا عن الإمام الألباني) ولا يضره ذلك -إن شاء الله-, إذا لم يَمِلْ به عن الحقِّ والعدل-كما هو الأمل فيه -حفظه الله ورعاه-؛ إذ له سلف في ذلك أعظم منه وأجلّ.
دعوة صريحة إلى مذهبية جديدة في الدعوة السلفية:
وقد نبتت نابتة في هذه الدعوة تدعو إلى تقليد الشيخ, إما بلسان الحال, وإما بلسان المقال, ونشأ نشءٌ يتعصبون لأقوال الشيخ وأحكامه, ويوالون ويعادون فيها وعليها, بل وحصل ما هو أدهى وأمر من مجرد تقليد الشيخ, وهو جعلهم مجرد عدم الأخذ بقول الشيخ ربيع في الحكم على الرجال يُعدُّ طعناً فيه! وهذا ما لا يمكن أن يقره سلفي عالماً كان أم طالب علم, إذ لسنا -السلفيين- ملزمين بأقوال إمام من أئمة السلف في الرجال؛ لا أحمد, ولا ابن معين, ولا البخاري حتى نكون ملزمين بقول من هو دونهم, وما هربنا من الحزبية الظاهرة حتى نقع في حزبية باطنة مغلفة, وما سلمنا من المذهبية القديمة حتى نقع في مذهبية جديدة.
وإن كان المقلد للشيخ «يريد أن العالم [كالشيخ ربيع وغيره] إذا بدَّع إنساناً مشهوراً عند الناس بالسلفية يدعو إليها ويدافع عنها, وجب تقليده, ولا يجوز أن يسأل عن سبب هذا التبديع, ومن سأله فقد ضلَّ وأضلَّ الأمة».«المجموع الواضح» (ص56).
وعدَّ ذلك طعناً فيه! فهذا من أعجب الأمور وأغربها! وصنيعه بدعة بحد ذاته.
ولكن «مع الأسف فإن دندنة [هؤلاء] كلها ليُتوصل بها إلى نتيجة فلم يصلوا إليها ولن يصلوا إليها ودونها خرط القتاد.
هذه النتيجة هي إقناع الناس بأن العالم إذا بدع أناساً مشهورين عند الناس بالسلفية؛ يدعون إليها, ويذبون عنها؛ فإنه لا يجوز أن يسأل عن أسباب تبديعهم,.. وتزداد المصيبة إذا علمت حكم هؤلاء بأن من لا يقلدونه يكونون مميعين أي مبتدعين، وأشد من هذا أن من لا يقلد العلماء يكون قد كذب الله ورسوله وكذب الإسلام, وأن من لا يقلد العلماء قد نسف الرسالات.
والله أعلم من هم هؤلاء العلماء فقد يراد بهم شخص واحد يدعو إلى تقليد نفسه!».«المجموع الواضح» (ص56).
حامل لواء الجرح والتعديل:
هذه كلمة حق قالها إمام جهبذ في حق عالمنا الربيع وقت كان يبيِّن فيها ضلال أهل البدع, من تكفيريين, وقطبيين, وسروريين, وإخوان, وصوفيين, وروافض وغيرهم, وخاصةً بيانه -جزاه الله خيراً- حال سيد قطب الذي اغترت به أجيال كاملة من أبناء الأمة الإسلامية, وتربوا على كتبه, ولكن هذه العبارة: (حامل لواء الجرح والتعديل) لها وقتها وسببها البيِّن الظاهر, ولم يقلها الإمام الألباني -الذي قال عشرات العبارات غيرها في غيره ولم يلتفت إليها أهل الفتنة- أقول: لم يقلها للشيخ ربيع بسبب كلامه في أهل السنة, وإنما لتحذيره من أهل البدع, وهذا واضح جداً, بدليل أن العلماء الأكابر المعاصرين من البقية الذين هم على منهج الأئمة الثلاثة (ابن باز, الألباني, ابن عثيمين) -رحمهم الله- كـ(العبَّاد, والفوزان, والمفتي, وصالح آل الشيخ, وغيرهم) -حفظهم الله- لم يرضوا عن مسلك الفتن والحروب الطاحنة التي دارت رحاها بين الشيخ ربيع وخصومه من أهل السنة, كفتنة الربيع وعرعور, والربيع وفالح, والربيع والمأربي,...وغيرها, بل وحذروا من الخوض فيها, وأمروا باجتنابها, ولو كانت حرباً شرعيةً والراية المحمولة فيها راية حق, لما صدُّوا عنها, ونفَّروا منها, ولكنها ليست ساحة سجال في الجرح والتعديل, وإنما هي حرب جرح وتجريح, لا تعديل فيها ولا تصحيح.
فحمل عبارة الإمام الألباني -رحمه الله- على غير محملها, ونفخها ونفشها, وبناء القصور والعلالي عليها, هذا ما لا يرضاه قائل الكلمة نفسه -رحمة الله عليه- الذي كم هُمِّشت من تزكيات أخرى له في حق كثير من العلماء والدعاة, ولكنها طويت من أجل تسديد حسابات هؤلاء المتعصبة! وغلوا في الشيخ ربيع نكايةً في خصومه وخصومهم, وقلبوا العبارة إلى: (إمام الجرح والتعديل).
وقد وقفت على كلمةٍ للشيخ ربيع -حفظه الله-صرَّح فيها بأنه لا يرضى مثل هذا الغلو فيه-فقال: «أنا لا أعرف أحداً من أهل السنة يصفني بأني إمام أهل السنة والجماعة, ولم أسمع بذلك، وأهل السنة يعلمون جيداً أنني لا أرضى مثل هذا ولا دونه.
وما أظن هذا إلا من أكاذيب الحزبيين الحاقدين».اهـ «بيان فساد المعيار» (ص21).
وهذا كله على أساس أن كلمة الألباني -رحمه الله- حق, وهو ما أعتقده على التفصيل الذي ذكرت, أما إذا كانت كلمته غير صحيحة, وأثبت لنا الزمان ذلك, فنحن نرفض-أيضاً-أخطاء الألباني -رحمه الله-, فهو بشر يصيب ويخطئ, بل ونرفض خطأ من هو أجل منه وأكبر, ولا كبير فوق الحق:
قال الشيخ ربيع -حفظه الله-: «نحن نرفض أخطاء الألباني، وأخطاء من هو أكبر وأجلّ منه، ولا نَدين الله إلاّ بالحقّ الثّابت بالكتاب والسنّة بفهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتّابعين لهم بإحسان، ومَن سار على نهجهم في هذا المنهج وقواعده، لاسيّما قاعدة : (كُلٌّ يؤخذ من قوله ويردّ؛ إلاّ رسولُ الله)».اهـ «إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل» (ص10).
وقال -حفظه الله-: «أؤكّد أنّنا -ولله الحمد- لا نقبل خطأ أيّ عالم، لا أحمد بن حنبل، ولا ابن تيميّة، ولا ابن عبد الوهّاب.
ومَن قدّم قولَ أحدٍ منهم على قول الله ورسوله? نقول له ما قاله ابن عبّاس: «يوشِك أن تنزل عليكم حجارةٌ من السّماء! أقول: قال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟!».
ونقف من أخطائهم مهما عَلَتْ منازلهم موقف السّلف منها، ولسنا بـبـغـاوات، ولا رُبِّينا ـ والحمد لله ـ على الببّغاوية، والتقليد الأعمى، والتعصّب الأهوج، الذي يريد من لم يشمّ رائحة العلم من أمثالك أن يفرضه علينا».اهـ «إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل» (ص11).
وقال -حفظه الله-: «لسنا -ولله الحمد- أتباعـًا للألباني [قلت: ولا أتباعاً للمدخلي]، ولسنا بمتعصّبين له، ولا لمن هو أكبر منه بمراحل.
ونحن -ولله الحمد- ضدّ التعصّب والتبعيّة العمياء، بل نحن أتباع محمد? وأتباع أصحابه الكرام، ومَن سار على نهجهم إلى يومنا هذا.
وبهذا المنهج نَزِنُ الأقوال والأشخاص والجماعات والمناهج، وعندنا من العلم والبصيرة والنزاهة ما يؤهّلنا لذلك».اهـ «إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل» (ص29).
قلت: نعم هذا هو ديننا, وهذا هو منهجنا السلفي الصافي الذي عهدنا عليه علماءنا, وإن حاول غيرهم ومن جاء بعدهم أن يغير أو يبدل.
إلزام وإلزام وإلزام:
ثم أقول لهؤلاء المتعصبين: إن كان تعصبكم للحق وكلمته -مهما كان قائلها- لا للرجال؛ فلم التَّعصُّب لأقوال الشيخ ربيع فقط من دون غيره من العلماء السلفيين؟ أين التَّعصُّب للشيخ العبَّاد في أقواله وأحكامه؟ وأين التَّعصُّب للشيخ الفوزان؟ وأين التَّعصُّب للشيخ صالح آل الشيخ؟ والمفتي وغيرهم..؟
أم أن قول الشيخ ربيع فقط هو المعتبر, وأقوال غيره ساقطة لا عبرة بها؟!
أم أنه دائماً يصيب, وهم دوماً يخطئون؟!
فحينئذٍ قد يقولون: من علم حجة على من لم يعلم, والجرح المفسر مقدم على التعديل المبهم المجمل.
فنقول: عظيم جداً, لنر إِعمالكم هذه القواعد على غير كلام الشيخ ربيع -حفظه الله-, فهل تأخذون بالجرح المفسر من غيره أم لا؟
وهل تقدمون علم غيره على عدم علمه أم لا؟
لِـمَ نراكم تقدمون تعديله على جرح الشيخ عبيد للحجوري؟! وتعديله للشيخ عبيد على جرح الحجوري؟! وتعديله على جرح العبّاد لفالح في أول الأمر؟! وتعديله على جرح الجابري لسحاب؟!و..و..؟!
إذن؛ عادت المسألة إلى ما ذكرت ليس إلى قاعدة علمية, ولا أصول منهجية, وإنما إلى قاعدة مذهبية حزبية تعصبية جامدة جمود الثلج في القطب المتجمد الشمالي, وهي: أنه لا جرح إلا جرح الشيخ ربيع, ولا قول إلا قول الشيخ ربيع, ولا يرد شيء من قول الشيخ في الحكم على الرجال, كيف وهو محنة هذه الأمة, ومهما جاء من قول يخالف قول الشيخ فليضرب به عرض الحائط, وهذا أمر لا يرضاه الشيخ نفسه, كما تقدم عنه:
«لعنة الله على أحد منكم إذا تعلَّق بخطأ من أخطائي، وأبرأ إلى الله منه، وأنا أقول هذا الكلام دائماً أبرأ إلى الله من إنسان يتعلق بخطأ من أخطائي -بارك الله فيكم-، وأنا أحذر السلفيين في كل مكان من أخطائي, ومن أخطاء ابن تيمية, وابن القيم, وابن عبد الوهاب, من أي واحد ما أقر مسلم، وأبرأ إلى الله من أي أحد يأخذ خطأً من أخطائي».
والشيخ ربيع -حفظه الله من غلاة التبديع- بَشَرٌ, -ولا إخالكم تنكرون ذلك إن شاء الله- والبشر يصيبون ويخطئون, فالشيخ يصيب ويخطئ, فإذا أصاب اتَّبعتموه على صوابه, وإذا أخطأ اتَّبعتموه على خطئه, فأنتم مقلدة له في الحالين, فتدخلون على هذا في لعنته؛ لأنكم فعلتم ما نهاكم عنه.
ثم إن الشيخ -حفظه المولى- ورغم كل شيء- عالم مجتهد, أي أنه يدور بين الأجر والأجرين في صوابه وخطئه, أما أنتم فآثمون في الحالتين.
ثم ها هنا سؤال -حتى أؤكد لكم أنكم مقلدون متعصبون, في العلم لا تساوون-: هل الشيخ أحاط بحال كل الرجال الذين تكلم فيهم, ولم يترك شاردة ولا واردة, ولم يخطئ ولو قِيد أنملة في الحكم على واحد منهم, حتى لو خالفه في بعضهم غيره؟!!
إذا قلتم:نعم!!فـ(أحكامه ليست اجتهادية!وإنما هي قائمة على الدراسة!والتتبّع و و و !!)!!
فهذا ادّعاءٌ للعصمة الخفية!شئتم أم أبيتم!!
وإلا؛فهل أحكام علماء الجرح والتعديل-من قبل ومن بعد-كانت بغير دراسة،ولا تتبع،ولا..ولا..؟!
ما لكم كيف تحكمون؟!
فما معنى (الاجتهاد)والحالةُ هذه!؟

وإن قلتم: لا!!
فنقول - بناءً على ذلك-: هل من الممكن أن يخطئ الشيخ في حكمه على الرجال أم لا؟ فإذا قلتم: نعم, ممكن.
قلنا لكم: هاتوا لنا مثالاً واحداً -فقط إذا تكرمتم-.
وإذا قلتم: لا!
نقول: ها أنتم أقررتم (بلسان الحال!!)بأنه معصوم عن الخطأ!!!!
وهذا ما لا يرضاه مسلم في حق أحد بعد الأنبياء.
والعجب من هؤلاء! كيف يتجاوزون عن أخطاء الشيخ الظاهرة, والتي لا يكاد يخلو منها بشر, وينقِّبون بالمنقاش عن أخطاء لغيره من صوابهم ممن يخالفه القول في الأحكام على الرجال.
حُبُّ الشيء يُعمي ويُصِم:
وما كلُّ ذاك التعصب إلا للغلو في الحب, والغلو في البغض, وكلا طرفي قصد الأمور ذميم.

لست براءٍ عيبَ ذي الوُدِّ كلَّه *** ولا بعضَ ما فيه إِذا كنت راضيا


وعين الرِّضا عن كل عيبٍ كليلةٌ *** ولكنَّ عينَ السُّخْطِ تبدي المساويا

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: «...تجده [المتعصِّب] يذم القول وقائله بعبارة, ويقبله بعبارة, ويقرأ كتب التفسير والفقه وشروح الحديث وفيها تلك المقالات التي كان يذمها, فيقبلها من أشخاص آخرين, ويحسن الظن بهم, وقد ذكروها بعبارة أخرى أو في ضمن تفسير آية أو حديث أو غير ذلك, وهذا مما يوجد كثيراً والسالم من سلَّمه الله...
وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطُّن له؛ وهو أن كثيراً من أئمة الدين قد يقول قولاً مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه مأجوراً على اجتهاده فيه موضوعاً عنه خطؤه فيه ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة, لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله بحيث أنه لو قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والى من وافقه ولا عادى من خالفه وهو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه وليس كذلك, فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده, وأما هذا التابعفقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ, وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق».اهـ «منهاج السنة» (5/280).
ولو نظرنا إلى أمثلة عملية على فساد هذا التقليد:
فماذا فعل التعصب والتقليد الأعمى بأتباع الشيخين: عبيد الجابري ويحيى الحجوري؟!
وماذا فعل التعصب والتقليد الأعمى بأتباع الشيخين: يحيى الحجوري وابني مرعي في اليمن؟! وماذا فعل باليمن قاطبةً؟! وماذا؟ وماذا؟!
كلام الأقران:
كلام الأقران لا يُلتفت إليه, ولا يُعوَّل عليه, ويُطوى ولا يُروى, ويُردُّ ولا يُعدُّ, وهل كل قدح أو جرح يُعدُّ صاحبه مبتدعاً؟ فماذا تقول إذن في قدح بعض علماء الجرح والتعديل في بعض الأئمة والعلماء؟ بل وماذا تقول في قدح الأقران من السلف في بعضهم البعض؟!
كما كان بين: سعيد بن المسيب وعكرمة البربري, وقتادة ويحيى بن أبي كثير, وإبراهيم النخعي والشعبي, وربيعة الرأي وأبي الزناد, ومالك وابن أبي ذئب, ومالك ومحمد بن إسحاق, ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي, ويحيى بن معين وأحمد بن صالح, وأحمد بن صالح والنسائي, والبخاري والذهلي, وأبي حاتم وأبي ثور, وأبي بكر بن أبي داود وابن جرير الطبري وابن صاعد, والعقيلي وابن المنذر, والطبراني وابن مردويه, وأبي نعيم وابن منده, والعز بن عبد السلام وابن الصلاح, وأبي حيان وابن مالك, وابن تيمية وأقرانه, وابن القيم وأقرانه, وابن حجر والعيني, والسخاوي والسيوطي, وصديق حسن خان واللكنوي..., وغيرهم كثير -رحمهم الله أجمعين-.انظر للمزيد: «كلام الأقران بعضهم في بعض» لمصطفى باحو.
ولو سلكنا مسلك التعصب لكل من تكلُّم فيه, وبدعنا وضللنا كل متكلِّم فيه, وتعصبنا للرجال, لم يسلم لنا أحد من أهل السنة, ولو كنا متعصبين لشيخنا علي -حفظه المولى- كما يدعي بعض الجهلة ومن لا خلاق له لعادينا الشيخ ربيعاً, والشيخ عبيداً, والحجوري, و, و, و كل من تكلم فيه بكلمة سوء, ولو كنا متعصبين لشيخنا مشهور -حفظه الله- لعادينا الشيخ النجمي -رحمه الله- وغيره! ولكننا نزن الرجال بالحق, ولا نزن الحق بالرجال, ونعرف قدر أهل العلم جيداً, ولا نغلو فيهم حباً وبغضاً, ليحملنا ذلك على القدح في غيرهم, وهكذا كان أئمتنا وسلفنا.
مسك الختام من كلام الأئمة الأعلام:
قال تاج الدين السبكيُّ -رحمه الله-: «أول ما نقدمه: أنه ينبغي لك -أيها المسترشد- أن تسلك سبيل الأدب مع الأئمة الماضين, وأن لا تنظر إلى كلام بعضهم في بعض, إلا إذا أتى ببرهان واضح, ثم إن قدرت على التأويل وتحسين الظن فدونك, وإلا فاضرب صفحاً عمَّا جرى بينهم فإنك لم تخلق لهذا, فاشتغل بما يعنيك, ودع ما لا يعنيك, ولا يزال طالب العلم عندي نبيلاً حتى يخوض فيما جرى بين السلف الماضين, ويقضي لبعضهم على بعض, فإياك ثم إياك أن تصغي إلى ما اتفق بين أبى حنيفة وسفيان الثوري, أو بين مالك وابن أبي ذئب, أو بين أحمد بن صالح والنسائي, أو بين أحمد ابن حنبل والحارث المحاسبي, وهلمَّ جراً إلى زمان الشيخ عز الدين بن عبد السلام والشيخ تقي الدين بن الصلاح, فإنك إن اشتغلت بذاك خشيت عليك الهلاك, فالقوم أئمة أعلام, ولأقوالهم محامل, ربما لم يفهم بعضها, فليس لنا إلا الترضي عنهم, والسكوت عما جرى بينهم, كما يفعل فيما جرى بين الصحابة -رضي الله عنهم-».اهـ«طبقات الشافعية» (2/278).
وقال الإمام الذهبي -رحمه الله- في ترجمة الإمام علي بن المديني: «وأخبار ابن المديني مستقصاة في تاريخ بغداد, وقد بدت منه هفوة ثم تاب منها. وهذا أبو عبد الله البخاري -وناهيك به- قد شحن صحيحه بحديث علي بن المديني, وقال: ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي بن المديني, ولو تركت حديث علي, وصاحبه محمد, وشيخه عبد الرزاق, وعثمان بن أبي شيبة, وإبراهيم بن سعد, وعفان, وأَبَان العطار, وإسرائيل, وأزهر السمَّان, وبهز بن أسد, وثابت البناني, وجرير بن عبد الحميد, لغلقنا الباب, وانقطع الخطاب, ولماتت الآثار, واستولت الزنادقة, ولخرج الدجال.
أفما لك عقل يا عقيلي؟! أتدري فيمن تتكلم؟! وإنما تبعناك في ذكر هذا النمط لنذب عنهم ولنزيِّف ما قيل فيهم, كأنك لا تدري أن كل واحد من هؤلاء أوثق منك بطبقات, بل وأوثق من ثقات كثيرين لم توردهم في كتابك, فهذا مما لا يرتاب فيه محدث, وأنا أشتهي أن تعرفني من هو الثقة الثبت الذي ما غلط ولا انفرد بما لا يُتابع عليه؟ بل الثقة الحافظ إذا انفرد بأحاديث كان أرفع له, وأكمل لرتبته, وأدل على اعتنائه بعلم الأثر, وضبطه دون أقرانه لأشياء ما عرفوها, اللهم إلا أن يتبين غلطه ووهمه في الشيء, فيعرف ذلك؛ فانظر أول شيء إلى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكبار والصغار, ما فيهم أحدٌ إلا وقد انفرد بسنة, فيقال له: هذا الحديث لا يتابع عليه؛ وكذلك التابعون؛ كل واحد عنده ما ليس عند الآخر من العلم, وما الغرض هذا؛ فإن هذا مقرر على ما ينبغي في علم الحديث.
وإن تفرد الثقة المتقن يُعدُّ صحيحاً غريباً. وإن تفرد الصدوق ومن دونه يعد منكراً. وإنَّ إكثار الراوي من الأحاديث التي لا يوافق عليها لفظاً أو إسناداً يصيِّره متروك الحديث؛ ثم ما كلُّ أحد فيه بدعة أو له هفوة أو ذنوب يقدح فيه بما يوهن حديثه, ولا من شرط الثقة أن يكون معصوماً من الخطايا والخطأ, ولكن فائدة ذكرنا كثيراً من الثقات الذين فيهم أدنى بدعة أو لهم أوهام يسيرة في سعة علمهم, أن يُعرف أنَّ غيرهم أرجح منهم وأوثق إذا عارضهم أو خالفهم, فَزِن الأشياء بالعدل والورع».اهـ «ميزان الاعتدال» (3/140).
وقال الذهبي -رحمه الله-: «ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وورعه واتباعه، يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه، وننسى محاسنه, نعم, ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك».اهـ «السير»(5/271).
وقال -رحمه الله-: «ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه، وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه، وبدّعناه، لقل من يسلم من الأئمة معنا. رحم الله الجميع بمنه وكرمه». اهـ «السير»(14/376).
وقال -رحمه الله-: «الكمال عزيز، وإنما يمدح العالم بكثرة ما له من الفضائل، فلا تدفن المحاسن لورطة، ولعله رجع عنها. وقد يغفر له باستفراغه الوسع في طلب الحق ولا قوة إلا بالله». اهـ «السير» (16/285).
وقال -رحمه الله-: «ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له، قمنا عليه، وبدّعناه، وهجرناه، لما سلم معنا لا ابن نصر، ولا ابن منده، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة». اهـ «السير» (14/40).
وقال تاج الدين السبكيُّ -رحمه الله-: «فنقول لا شك أن من تكلم في إمام استقر في الأذهان عظمته, وتناقلت الرواة ممادحَه, فقد جرَّ الملام إلى نفسه, ولكنا لا نقضي أيضاً على من عُرفت عدالته إذا جرح من لم يُقبل منه جرحُه إياه بالفسق, بل نجوِّز أموراً:
أحدها: أن يكون واهماً, ومن ذا الذي لا يهم؟
والثاني: أن يكون مؤوِّلاً قد جَرح بشيءٍ ظنه جارحاً, ولا يراه المجروح كذلك, كاختلاف المجتهدين.
والثالث: أن يكون نقله إليه من يراه هو صادقاً ونراه نحن كاذباً, وهذا لاختلافنا في الجرح والتعديل, فرُبَّ مجروح عند عالم, معدَّلٍ عند غيره, فيقع الاختلاف في الاحتجاج حسب الاختلاف في تزكيته, فلم يتعين أن يكون الحامل للجارح على الجرح مجرد التعصب والهوى حتى يجرحه بالجرح.
ومعنا أصلان نستصحبهما إلى أن نتيقن خلافهما: أصل عدالة الإمام المجروح الذي قد استقرت عظمته, وأصل عدالة الجارح الذي يثبت فلا يلتفت إلى جرحه, ولا نجرحه بجرحه. فاحفظ هذا المكان فهو من المهمات».اهـ «طبقات الشافعية» (2/20).
وقال: «ومن أمثلة ما قدمنا: قول بعضهم في البخاري: تركه أبو زرعة وأبو حاتم من أجل مسألة اللفظ! فيالله والمسلمين؟ أيجوز لأحد أن يقول: البخاري متروك؟ وهو (حامل لواء الصناعة)؟ ومقدم أهل السنة والجماعة؟».اهـ «طبقات الشافعية» (2/12).
وقال-رحمه الله-: «قد عرَّفناك أن الجارح لا يقبل منه الجرح، وإن فسره في حق من غلبت طاعاته على معاصيه، ومادحوه على ذاميه، ومزكوه على جارحيه، إذا كانت هناك منافسة دنيوية، كما يكون بين النظراء أو غير ذلك، وحينئذ فلا يلتفت لكلام الثوري وغيره في أبي حنيفة، وابن أبي ذئب وغيره في مالك، وابن معين في الشافعي، والنسائي في أحمد بن صالح ونحوه. ولو أطلقنا تقديم الجرح لما سلم لنا أحد من الأئمة، إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون، وهلك فيه هالكون».اهـ «طبقات الشافعية » (1 /190).
هذا, ونسأل الله أن يعيذنا من التعصب وآفات التقليد, وأن يجعلنا أتباع حق لا أتباع رجال.


والحمد لله رب العالمين



كتبه -متأهِّباً للسَّفر-:
(أبو عبد الله) علي أبو هنيَّة
عناتا-القدس/فلسطين
الجمعة: 11 رجب 1430هـ
الموافق:3/7/2009م

أبو زكريا 07-03-2009 04:53 PM

أحسن الله إليك شيخنا أبا هنية ،
إلزام قوي ذكي...!!!
ما أثمن ما رقمت...

عمربن محمد بدير 07-03-2009 05:10 PM

لــكن يدّعي أحدهم أن القول فقط هو للشيخ ربيع وهو آخر ما سمعت من احد الدعاة بالجزائر ..حول الحويني يقول القول يعود للشيخ ربيع لا غير ؟؟ فله ولامثاله نقول


بل للدليل ..لا لك ولا للشيخ ربيع ..فكم طعنت في مشايخك وخاصة شيخك بالباطل ..وعجزت عن الدّليل ...


فنعوذ بالله من الفضاضة ..

عاصم عبد القادر 07-03-2009 07:10 PM

علاك الله وهناك أخانا أبا هنية .


وكأن الله أراد أن يحيي بكم سننا نسيها كثير من المسلمين - بل السلفيين -

قال تعالى : " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين "

أفيدونا إخواننا دائما - بارك الله فيكم - والله لقد استفدت منكم كثيرا ، ولا تكترثوا لما يعلق به أولئك ، فلئن كانوا نشطين في باطلهم فلهو أجدر بكم أن تنشطوا في حقكم .

زادكم الله علما وإيمانا وتوفيقا .

محبكم في الله : أبو عبد الله الليبي .

أبوالأشبال الجنيدي الأثري 07-03-2009 08:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن محمد أبو هنية (المشاركة 32143)
حامل لواء الجرح والتعديل:
هذه كلمة حق قالها إمام جهبذ في حق عالمنا الربيع وقت كان يبيِّن فيها ضلال أهل البدع, من تكفيريين, وقطبيين, وسروريين, وإخوان, وصوفيين, وروافض وغيرهم, وخاصةً بيانه -جزاه الله خيراً- حال سيد قطب الذي اغترت به أجيال كاملة من أبناء الأمة الإسلامية, وتربوا على كتبه, ولكن هذه العبارة: (حامل لواء الجرح والتعديل) لها وقتها وسببها البيِّن الظاهر, ولم يقلها الإمام الألباني -الذي قال عشرات العبارات غيرها في غيره ولم يلتفت إليها أهل الفتنة- أقول: لم يقلها للشيخ ربيع بسبب كلامه في أهل السنة, وإنما لتحذيره من أهل البدع, وهذا واضح جداً, بدليل أن العلماء الأكابر المعاصرين من البقية الذين هم على منهج الأئمة الثلاثة (ابن باز, الألباني, ابن عثيمين) -رحمهم الله- كـ(العبَّاد, والفوزان, والمفتي, وصالح آل الشيخ, وغيرهم) -حفظهم الله- لم يرضوا عن مسلك الفتن والحروب الطاحنة التي دارت رحاها بين الشيخ ربيع وخصومه من أهل السنة, كفتنة الربيع وعرعور, والربيع وفالح, والربيع والمأربي,...وغيرها, بل وحذروا من الخوض فيها, وأمروا باجتنابها, ولو كانت حرباً شرعيةً والراية المحمولة فيها راية حق, لما صدُّوا عنها, ونفَّروا منها, ولكنها ليست ساحة سجال في الجرح والتعديل, وإنما هي حرب جرح وتجريح, لا تعديل فيها ولا تصحيح.
فحمل عبارة الإمام الألباني -رحمه الله- على غير محملها, ونفخها ونفشها, وبناء القصور والعلالي عليها, هذا ما لا يرضاه قائل الكلمة نفسه -رحمة الله عليه- الذي كم هُمِّشت من تزكيات أخرى له في حق كثير من العلماء والدعاة, ولكنها طويت من أجل تسديد حسابات هؤلاء المتعصبة! وغلوا في الشيخ ربيع نكايةً في خصومه وخصومهم, وقلبوا العبارة إلى: (إمام الجرح والتعديل).

ومع ذلك يدعون أنهم يتبعون الكبار (!!) مع أنهم لا يستطيعون مجاوزة المشايخ (ربيع و النجمي والجابري )
في العد !وبقية العلماء لا يلتفتون إلى أحكامهم إلا ما وافق أهواءهم , وكلمتك ـ أخي الحبيب ـ تذكرني بما قاله العلامة العباد ـ سلمه الله ـ نصيحة للشيخ ربيع في رسالته الماتعة " رفقا أهل السنة " ؛ قال :"
أنتم الآن اشتغلتم عن القرآن والحديث بالكلام في بعض أهل السنة وغيرهم , فقل إنتاجكم العلمي في الآونة الأخيرة نتيجة لذلك , ولا شك أن مقاومة من ليسوا من أهل السنة ومن يحصل منهم إثارة الفتن والتقليل من شأن العلماء بزعم عدم فقههم للواقع هو في محله , ولكن الذي ليس في محله الاتجاه إلى تتبع أخطاء من هم من أهل السنة والنيل منهم لعدم موافقتهم لكم في بعض الآراء , فمثل هؤلاء لا ينبغي كثرة الاشتغال بهم , وإذا حصل ذكر بعض أخطائهم فلا ينبغي التشاغل بها وتكرارها وجعلها حديث المجالس , ثم عند المناقشة فيها يحصل منكم الغضب وارتفاع الصوت ؛ فإن ذلك ـبالإضافة على ما فيه من محذور ـ فيه تأثير على صحتكم." اهـ
فالعلماء وإن وافقوه على كلامه في المبتدعة وأثنوا عليه وناصروه ـ كما فعل مشيخ الشام ـ ؛ لم يوافقوه على توجهه الأخير الذي أشار إليه العلامة العباد , وبينتَه أنتَ ـ جزاك الله خيرا ـ فهذه هي التي يقال فيها ـ حقا وصدقا ـ (فتنة)!
والعلماء (قاطبة)لم يناصروه على كلامه في أهل السنة ؛ بل وحذروا من مشاركته فيها كما فعل الفوزان والعباد وغيرهما ...

جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبا عبد الله فقد أجدت وأفدت , وجعل ما خطت يدك في ميزان
حسانتك , وسفر موفق نسأل الله أن يعيدك إلى أهلك وأحبابك سالما غانما بالخير .

أبو زيد السلفي 07-03-2009 08:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن محمد أبو هنية (المشاركة 32143)
والعجب من هؤلاء! كيف يتجاوزون عن أخطاء الشيخ الظاهرة, والتي لا يكاد يخلو منها بشر, وينقِّبون بالمنقاش عن أخطاء لغيره من صوابهم ممن يخالفه القول في الأحكام على الرجال.

من الكلمات النافعة التي نتلقفها من دروس الشيخ مشهور : إذا أردت أن تعرف خطأ شيخك فجالس غيره.
أما هؤلاء - في هذا المجال - فليس لهم جليس إلا شيخ واحد؛ الشيخ ربيع الذي يتعصبون له!
فلذلك لا يمكن أن يدركوا أخطاءه - ولو كانت ظاهرة - بدليل أنهم ما استطاعوا أن يذكروا خطأ واحدا للشيخ رغم تكرر هذا الطلب منهم مرات ومرات ليبرروا دعواهم بعدم التعصب!

والقاعدة السابقة أصل مهم؛ فالشيخ لا يدرك خطأه بنفسه وإلا لما قال بذلك القول، فلذلك العالم هو الذي يبين خطاء غيره من العلماء.
والذي كتبت له السلامة من التعصب، ونزل كل عالم منزلته دون غلو أو إجحاف، يستطيع أن يدرك – بلا تطاول – بعض أخطاء العلماء ويجتنبها، فلو جعل هؤلاء المتعصبة أقوال غير الشيخ ربيع- كالشيخ الألباني، وابن باز، والعثيمين، والعباد، والفوزان وغيرهم – محل اعتبار - بدرجة واحدة على الأقل - لاستطاعوا أن يجتنبوا أخطاء كل واحد منهم – التي يظهر لهم خطؤها – بدلالة العالم الآخر عليها ، ولنجوا من لعنة العلماء ، وإثم التعصب المقيت ، الذي جرأهم على أعراض خيار الأمة وحملة الآثار، بحجة الدفاع عن السنة!
وهذه - التجرؤ على أعراض أهل الحق - النتيجة الحتمية للتعصب في صوره العديدة


جزاك الله خير أخانا الفاضل على ما كتبت، ونسأل الله أن يهدي إخواننا إلى الحق

احمد الإسكندرانى 07-04-2009 01:18 AM

مقال قاصم لأولئك المتصوفة(!) الجدد اللذين ارتدوا لباس السلفية وانتهجوا منهج الصوفية فى غلوهم فى أوليائهم , بل والرافضة فى أئمتهم -أعاذنا الله وإياك من هذا الغلو-

عماد عبد القادر 07-04-2009 01:59 AM

جُزيت خيرا

أبو الأزهر السلفي 07-04-2009 02:02 AM

عودا حميدا للساحة يا شيخ علي-حفظكم الله-

أبو أويس السليماني 07-05-2009 12:45 AM

جزاك الله خيرا (أبا عبد الله ) .
زادك الله من فضله .
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع و العمل الصالح.


الساعة الآن 10:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.