{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   تأملات من سفرتي إلى العمرة (لشيخنا أبو أويس رشيد الإدريسي الحسني.) (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=71398)

أبو عبد الله عادل السلفي 04-15-2017 12:12 AM

تأملات من سفرتي إلى العمرة (لشيخنا أبو أويس رشيد الإدريسي الحسني.)
 
بسم الله..

* تأملات من سفرتي إلى العمرة (1)
في سفرتي إلى العمرة ( 9 رجب / 1438 ) - أسأل الله القبول - وقفنا في مطار ( أبو ظبي) للانتقال بعدها إلى المدينة النبوية.. ، وعند سيري بحثا عن البوابة التي تخص رحلتي.. قطعت مسافة مع صاحبي وحبي ميمون الصوفي حفظه الله .. رأينا من خلالها فخامة هذا المطار وسعته ورونقه وبهجته.. ، فأحسست عندها بحقيقة نهي نبينا - عليه الصلاة والسلام - عن التعلق بالدنيا.. ، وتحذيره من زهرتها... ، وشهدت عندها عظم نعيم الجنة ..، وتوقفت عند قول الله تعالى : ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان) ، أي : الحياة الحقيقية الباقية.. ، كما تذكرت أن عمارة الدنيا و النهضة الحضارية إذا لم تتخذ وسيلة للعمارة الإيمانية والأخلاقية فهي وبال على الناس لصيرورتها - عندئذ - سببا مبعدا عن تعلق القلوب بعلام الغيوب ، بل قد توقع كثيرا من الناس - وقد وقع - في انقلاب معياري بجعل التوحيد والعمل الصالح وسيلة للغاية التي تتمثل عندهم في = النهضة الحضارية المجردة!! ..
فاعلموا. ، وتذكروا... - يا رعاكم الله - أن الدنيا دار ممر وليست بدار مقر.. ، فإياك أن تبني دنياك - في زعمك! - تخرب لك أخراك.. ، فالذكر.. الذكر .. = الطاعة .. الطاعة... ( ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) ...
كتبه في مصلى مطار ( أبو ظبي) بعد صلاة المغرب والعشاء جمع تأخير : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عفا الله عنه -

أبو عبد الله عادل السلفي 04-15-2017 12:17 AM

بسم الله..



* تأملات من سفرتي إلى العمرة (2)

نزلت الطائرة بنا من ( أبو ظبي) في مطار المدينة النبوية مع الرابعة صباحا من اليوم الثاني من سفرتي .. فإذا بي أتحسس من نفسي المسكينة (!) متأملا في حالها.. ، هل ستجد أثر المحل الذي حلت فيه (؟!) فإنها طيبة الطيبة.. والله المستعان .. فإن لله خصائص في أماكن وأزمنة..

ماذا أطلب ؟ وعن أي شيء أبحث في نفسي ؟ وما الذي أنتظر حصوله ؟

إنها ( السكينة) التي تحظى بها مدينة رسول الله - عليه الصلاة والسلام - ببركة جسده الشريف فيها.. ، والأمر كذلك.. فإن لطيبة الطيبة سكينة خاصة .. ، و قوي هذا السكون في نفسي عندما اقتربت من المسجد النبوي قبيل صلاة الظهر.. ، و لما تشرفت بالدخول إليه.. شعرت بصفاء هذه السكينة.. ، و سيقوى أكثر عند زيارتي - إن شاء الله تعالى - لرسول الله - عليه الصلاة والسلام -.. هذا ظني بفضل ربي علي ومنته.. ، كما حصل لي فيما سبق من سفرات إلى العمرة.. والحمد لله رب العالمين ..

فما أحوجنا إلى هذه السكينة - ونحن في زمن الاضطراب والحيرة - لدرء القلق عن الصدور.. ، والقومة من ركدة الفتور.. ، واستمطار رحمات العزيز الغفور..

فهذه وقفة تأمل مع حالي تجاه منزلة جليلة وهي " السكينة " مذكرا نفسي وإخواني بالتعرض لها.. عسى أن ننال النصيب الأوفر منها..

فاللهم إنا نعوذ بك من ذل التراب ، وأسباب الخراب ، ووفقنا اللهم للسير وفق السنة والكتاب ، على نهج السلف أولي الألباب..
كتبه من المدينة النبوية : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عفا الله عنه -

أبو عبد الله عادل السلفي 04-15-2017 07:32 AM

بسم الله..

* تأملات من سفرتي إلى العمرة (3)

من المنازل التي تستدعي التأمل عند الاستماع للقرآن : " منزلة التدبر " .. ، خاصة إذا صاحب ذلك قراءة محبرة متقنة خاشعة ..فإن هذا يساعد على البصيرة في مدلولات آي الكتاب.. ، هذا ما عشته في فجرية رائقة في اليوم الثالث من سفرتي مع الشيخ المقرئ أحمد بو طالب - وفقه الله - ، فقد كانت قراءته في صلاة الصبح بالمسجد النبوي ماتعة.. تلامس القلب..، وتعين على التأمل في كلام الرب.. ، حتى دمعت عيني.. خشية .. بمناسبة آيات من سورة نوح.. وأنا أنظر في حالي معها (!) ..، هذا مع تقصيري وتفريطي غاية.. في حق خالقي .. ، و " إذا سلم لي إيماني فيا فوزي " ! ..

فما أحوجنا - يا رعاكم الله - إلى شهود مشهد كون آيات القرآن هي رسائل من الله تعالى إلينا قصد التدبر ( = التدقيق ) ! ..، لأجل التذكر ( = التحقيق )! ..

قال تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) ..

فهو الكتاب الذي من قام يقرأه * فكأنما خاطب الرحمن بالكلم

فهذه تذكرة وعظة لي ولإخواني بالحرص على تدبر القرآن عموما.. ، وتدبره من خلال الاستماع لقراءة ندية خصوصا .. فإن ذلك من ألوان السعادة الربانية التي يعيشها العبد المسلم في هذه الحياة.. ، و جنة يحياها في دنياه... ، ف " إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة " ..

فتفضل علينا يا رب العالمين.. بجودك وكرمك .. يا أكرم الأكرمين.. ، ويا أجود الأجودين..

كتبه من المدينة النبوية : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عفا الله عنه -

أبو عبد الله عادل السلفي 04-15-2017 07:38 AM

بسم الله..

* تأملات من سفرتي إلى العمرة (4)
من توفيق الله لي أن زامن وجودي في المدينة النبوية.. وجود درس خاص في يوم مخصص يلقيه الشيخ سعد الشتري - حفظه الله - بالحرم المدني في موافقات الإمام الشاطبي - رحمه الله - وقد حضرت لجزئه الثاني بين العشائين.. والحمد لله رب العالمين..

وأول ما يلفت النظر ويستوجب التأمل في مجلس الشيخ سعد - حفظه الله ومتعنا بعلمه - سمته وهديه .. - وفقه الله - ، وكما قيل : " من لم ينفعك لحظه قد لا ينفعك لفظه "! ..، و " الدليل بالفعل أرشد - عموما - من الدليل بالقول "! ..

فالله الله في السمت الحسن - خاصة بالنسبة للمنتسبين للعلم (!) - فإنه صار في زماننا من العلم المفقود.. إلا من رحم الله.. ، و قد كان السلف الصالح يطلبون الهدي كما يطلبون العلم ..

وقد تطرق الشيخ سعد - حفظه الله - في درسه إلى جملة مباحث تبعا لصاحب الأصل ( = الشاطبي ) .. و مما وقفت عنده مع نفسي من هذه المباحث أكثر من غيره.. وبذلت فيه طرفا من التأمل : حديث الشاطبي - رحمه الله - في موافقاته عن ذم اتباع الهوى والتحذير منه.. ، ولا شك في أهمية هذا طلبا للنجاة من الهوان في الدنيا والآخرة ..، لكن محل الوقفة التأملية في خصوصه : ملحظ إدراج هذا الموضوع في الموافقات وهو - فيما يظهر - لتقرير ضرورة تجريد موافقة الشريعة واتباعها ..، ولا يتحقق هذا إلا بمخالفة الهوى.. ، ولذا جاءت الشريعة لتخرجنا من هوى أنفسنا.. ، وهذا هو المقصد العام الكلي لها.. ، كما ينبه هذا الإدراج على ضرورة التفريق بين مقاصد النصوص ومقاصد النفوس.. ، وهذه هذه.. فتأمل وبالعلم تجمل ..
كتبه من المدينة النبوية : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عفا الله عنه -

أبو عبد الله عادل السلفي 04-15-2017 07:40 AM

بسم الله..

* تأملات من سفرتي إلى العمرة (5)
التعرف على المشايخ فضيلة.. ، والجلوس بين أيديهم غنيمة.. ، خاصة إذا كان لأول مرة.. هذا ما أكرمني الله به في المدينة النبوية.. ، فقد تعرفت - بواسطة أخي الحبيب أبي عبد الرحمن عادل - على الشيخ الفاضل الدكتور أنيس بن أحمد بن طاهر جمال الأثري- حفظه الله - معرفة عابرة وسط الحرم المدني وهو في طريقه إلى كرسيه.. فسلمت عليه وقبلت رأسه لعلمه وكبر سنه ..ف " توقير العالم والكبير سنة متبعة "! ..، فصاحبناه مع كلمات متبادلة بيني وبينه - رفع الله قدره - إلى أن جلس لإلقاء درسه بين المغرب والعشاء..

والذي يستدعي التأمل في حق الشيخ ودرسه بشكل ملفت للنظر : تواضعه وسمته وتسننه ولطافته في التعامل والكلام.. فتحبه في الله من أول وهلة ..، وترغب في مجالسته (!) ..، بحيث تجد لأخلاقه الطيبة - نحسبه كذلك - أثرا في نفسك.. ، وذلك يستوجب وقفة تأملية في أهمية الأخلاق الحسنة خاصة بالنسبة للمنتسب للعلم ..

أما درس الشيخ.. فكان في موضوع عقدي يخص : ( مخالفة المشركين ) من خلال شرحه لكتاب اقتضاء الصراط المستقيم للإمام ابن تيمية - رحمه الله - الذي ( قل )! من يقف معه لبيان موضوعاته ، ومعاني المهم من ألفاظه ، ومقرراته.. ، هذا مع الاستبصار وحسن العرض ( = اقناعا واستمالة)! ، مع اللمسة الوعظية الظاهرة.. ترغيبا وترهيبا..

وأقولها ديانة - مع أني لم أحضر له إلا هذا الدرس - : أن طريقة الشيخ في درسه تمثل مدرسة من مدارس فن التعليم والوعظ - حفظه الله ونفع به -

كتبه من المدينة النبوية : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عفا الله عنه -

أبو عبد الله عادل السلفي 04-17-2017 02:01 AM

بسم الله..

* تأملات من سفرتي إلى العمرة (6)
سعدت وأنا في المدينة النبوية بلقاء الشيخ الفاضل الخلوق إبراهيم الرحيلي - حفظه الله - بتنسيق أخي الحبيب أبي عبد الرحمن عادل .. ولولا ما عرض للشيخ من موعد مجلس لكان اللقاء مطولا معه .. لكنه عوض - بحمد الله تعالى - بمصاحبة الشيخ في سيارته إلى لقائه .. وكان الكلام مع الشيخ سلسا بسبب خلقه الرفيع.. ، و تواضعه الجم - نفع الله به -

لضيق الوقت اخترت الحديث مع الشيخ في موضوعين اثنين - وكان ما زورته في نفسي ورقمته في ورقتي لهذا اللقاء أكثر (!) - : منهجية تناول العقيدة و الدعوة إليها.. ، ومنهجية التفقه وعلاقة التمذهب بذلك ..

وكانت صورة هذه المحاورة العلمية بعرضي على الشيخ - حفظه الله - ما سلف قصد التصحيح والتوجيه .. فأثنى الشيخ على ما ذكرت بأنه منهجية القرآن والسنة وما كان عليه الأئمة.. فحمدت الله تعالى.

فوصلنا المكان الذي يقصده الشيخ فوجدنا جمعا من الأندونيسيين.. في انتظاره مع المشرف عليهم.. فألقى الشيخ كلمته.. بمعية المترجم ( = المشرف)! ..

فحضرت وجبة العشاء.. وبعدها استأذنا الشيخ للذهاب رجاء أن يتيسر لقاء آخر إن شاء الله تعالى .. وانصرفنا..

والذي استوقفني في هذا كله بعد الخلق الرفيع الذي يتميز به الشيخ وعفة لسانه.. وتواضعه - نحسبه كذاك - : حرصه الشديد على الدعوة ونفع غيره.. خاصة أننا عندما أتيناه المسجد النبوي وجدنا بين يديه جمعا من الشباب.. فيجيب هذا ويرد على ذاك.. ، ولما خرجنا من المسجد صحبه بعضهم إلى السيارة .. و الشيخ يحاورهم من غير ضجر ..فأثر هذا في نفسي كثيرا..

ومن صور حرص الشيخ على نفع غيره أنه أهدى إلي - كما هي عادة الشيخ في إهداء كتبه ورسائله العلمية لمن يلقاه - ومن معي رسالته الجديدة الموسومة ب ( الإحكام في سبر أحوال الحكام وما يشرع للرعية فيها من الأحكام ) .

فالله الله في الحرص على الدعوة بآدابها وأحكامها.. ، فخدمة هذا الدين عزة وشرف .. والله المستعان..



كتبه متوجها إلى مكة - شرفها الله - : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عفا الله عنه -

أبو عبد الله عادل السلفي 04-17-2017 02:06 AM

بسم الله..

* تأملات من سفرتي إلى العمرة (7)
بعد توديعنا لمدينة رسول الله - عليه الصلاة والسلام - قصدنا مكة لأداء العمرة .. ، وكما هو معلوم بعد لباس الإحرام والتلبية.. ندخل في نسك العمرة.. ، ومن أبرز ما يستوجب التأمل في ذلك : حقيقة التلبية التي تتكرر إلى مكة والتي تعني : ( الإقبال على الله تعالى)!!.. ، وهذا مشهد عظيم يشهده العبد عندئذ ..، فما أحوجنا إلى الحرص على الإقبال على الله بصدق واستمرار ..مع تعليق القلب بالموت لتحسين العمل وتجويده..

و ( التكرار) أي للتلبية.. فيه لفت نظر للمداومة على الطاعة والاستمرار ..إلى لقاء العزيز الغفار.. فتأمل.

قال تعالى : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) ..

والناظر في صيغة التلبية المشهورة ( = لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك..)! ..، يجد ربط الإقبال على الله تعالى بوحدانية الله ( = لبيك لا شرك لك لبيك) ..، وهذا لتقرير ضرورة ربط سائر ما يتقرب به إلى الله بأصل التوحيد القائم على التفريد والتجريد..، و هو تقرير شرعي مهم غاية ينبغي أن نحياه في هذه المقامات خاصة..

وقد يسر الله تعالى ونحن في طريقنا إلى مكة.. بإلقاء كلمة توجيهية للركاب الذين كنت منهم .. ، وأجبت على مسائلهم .. بتوفيق الله تعالى.. ، وقد شعرت عندها.. بتقصيري في حق الدعوة إلى الله لما أراه من أحوال الناس.. ، وطبيعة مسائلهم.. ، كما شهدت أن الناس عموما على خير.. لكن هم في حاجة ماسة لمن يعلمهم دينهم.. ، كما هم بحاجة شديدة إلى الحرص على التفقه في شريعتهم ..

" ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " كما قال النبي الأمين - عليه صلوات رب العالمين.

والله المستعان..

كتبه في طريقه إلى مكة - شرفها الله - : أبو أويس رشيد ين أحمد الإدريسي الحسني - عفا الله عنه -

أبو عبد الله عادل السلفي 04-17-2017 02:15 AM

بسم الله..

* تأملات من سفرتي إلى العمرة (8)
كلما زرت مكة والمدينة يستوقفني أمر .. طالما نبهت عليه الناس عموما.. ، والطلبة خصوصا.. في دروسي وكتاباتي .. ألا هو الحذر من عدم اعتبار ( الحكم الوضعي)! للأحكام والعبادات... و الإرشاد إلى أفضلية مراعاة ( مقاصدها )!..

وصورة المسألة : هو حرص الناس على أداء الطاعات وامتثال الأحكام على أنها واجبة أو مستحبة دون الحرص - إلا من رحم الله - على تحقيق شروطها واجتناب موانعها (!!) .. ، مع غفلة شديدة - كما هو ظاهر من لسان الحال - عن مقاصدها وغاياتها (!!) ..

وقد شاهدت هذه الظاهرة السلبية في غير ما مكان.. ، وكذلك في الحرمين : في المسجد النبوي ، وفي الحرم المكي.. ، وخاصة عند الطواف...وأداء الصلاة.. ، ومن أسباب ذلك : تضخم ( الحكم التكليفي) للعمل في الذهن بحيث يحجب المرء عن ضبطه بحكمه الوضعي.. ، وإحكامه بمقصده.. ، فيصير هم المرء أداء ذات العمل.. بمبعدة عن إحسانه ( = الكيفية )!! ..

قال تعالى : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا) .. ولم يقل : " أكثر عملا "؟!! ..، مع التنبه أن الإكثار من العمل مرغب فيه لكن بعد إحسانه ..

فهذا الأمر - بارك الله فيكم - يستوجب وقفة تأملية فيما نتقرب به إلى ربنا سبحانه .. فاعمل - عبد الله - عملا يليق بمعبودك ..، وإلا فاختر معبودا يليق بعملك ( ؟!! ) ..، فتفهم ... وإياك والوهم..

ولذا قرر العلماء : أن الحكم التكليفي ( مرسل) ، و الوضعي ( مقيد) ..، و النظر المقاصدي ( موجه) ..

والله المستعان.. ، وعليه التكلان..
كتبه من الحرم المكي : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عفا الله عنه -

أبو عبد الله عادل السلفي 04-18-2017 04:11 AM

بسم الله..

* تأملات من سفرتي إلى العمرة (9)
في ظل الازدحام الذي يكون في الحرمين تمتحن الأخلاق (!!) ، فالله الله في حسن الخلق.. ، فالأخلاق أنفاس تؤخذ بالاقتباس ، ومصاحبة الأكياس ، وتعهد الأساس..

ومتى فقدت تفكك أفراد المجتمع وتصارعوا ، وفشا الظلم بينهم بشتى صوره وأشكاله ، وحل بهم الانهيار والدمار..

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ** فأقم عليهم مأثما وعويلا

فأخلاقنا تنكشف في مواطن الأذى والمنازعة.. ، فعند الرخاء نتساوى.. ، وعند الشدة نتباين..

فما أحوحنا عند هذه الوقفة بعد تأملها بعين القلب إلى مجاهدة النفس وحملها على الأخلاق الرفيعة.. ، وفق قاعدة : التخلية قبل التحلية (!) ..

فكما قلت سلفا : بسبب الازدحام في مكة والمدينة .. والناس في إقبال على الطاعة ( = أداء العمرة و الزيارة وغيرهما ) ..تجدهم في غفلة عن تحقق آثار الطاعات.. ، هذه الآثار التي أكبر تجلياتها : ( الخلق الحسن)! ..، فنتنكب بذلك ( حقيقة الأعمال وذوق معانيها ) ونتلبس بالوقوف فقط عند ( صورها)!! ..

فما أكثر ما يمتحن منا : ( الصبر)! .. ، و ( العدل)! .. ، وتمتحن منا : ( الشجاعة) ! ..، و ( العفة)! .. ، وهذه جماع أصول الأخلاق الحسنة..

فكن - يا رعاك الله - على ذكر من هذا .. للانتقال من المفهوم إلى تطبيق المعلوم ..، ونتجنب الادعاء المزعوم.. ( ولا أبرئ نفسي) ..
كتبه من الحرم المكي : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عفا الله -

أبو عبد الله عادل السلفي 04-18-2017 04:18 AM

بسم الله..


* تأملات من سفرتي إلى العمرة (10)

من المواقف التأملية التي عشت معها : ( استصغار النفس )! موقف ذاك الرجل في طوافه وهو ( مقعد)!! غير طواف العمرة ..، ومن غير الدراجة المخصصة لذلك (!!) ..

إنه موقف ينبغي معه : " الخجل من العمل "!! .. لشهود مشهد محاسبة النفس وضربها بسوط الإزراء عسى أن تفيق من سباتها و كسلها وغفلتها ..

إنه موقف لابد معه من الشعور ب " حياء التقصير "!! ..في حق الله تعالى لشهود مشهد مجاهدة النفس قصد كسر الأغلال التي تحبسها ، وتنقيتها من أدرانها التي تكبلها..

إنه موقف يستدعي ( مقت النفس واحتقارها )!! .. ، حتى لا يتسلل إليها داء العجب فيمرضها .. ، وحتى لا تبتلى بالنظر إلى العمل نظر الاستكثار فيهلكها..

إن حال هذا الرجل المقعد شاهد على ( علو الهمة ) .. التي تعد من دلائل كمال عقل الإنسان.. ، فالراضي بالدون دنيء (!!) ...، و العاقل هو من يحب و يسعى لتحقيق معالي الأمور..، و يكره و يجتنب سفاسفها (!!) ..

فالله الله في مقام علو الهمة لبلوغ القمة.. ، فهو شرط أساس من شروط العروج إلى المشاهد الزكية .. ، والارتقاء إلى المنازل السنية.. ، فالسائر إلى الله تعالى يحتاج إلى ( همة ترقيه)! .. ، وعلم يبصره ويهديه..

والله المستعان.. ، وعليه التكلان..


كتبه من الحرم المكي : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عفا الله عنه -


الساعة الآن 06:55 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.