{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   مقالات فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله- (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=54)
-   -   كلمة موسّعة في حكم إِضرِاب المعلمين!!! (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=15662)

أبو الأزهر السلفي 03-26-2010 12:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن الحلبي الأثري (المشاركة 64530)
وابتداءً؛ فإنِّي أعلَمُ -جيِّداً- أنَّ الاسمَ القديمَ -في بلادِنا- لـ(وزارةِ التربية والتعليم) هو: (وزارة المعارف)، وكلمة (المعارف) -وحدَها-ها هُنا- لا تُعطِي البُعدَ التربويَّ المطلوب مِن الدَّوْرِ التعليميِّ المرغوب؛ فلقد أحسنَ -جدًّا- إذنْ- مَن غَيَّرَ تلكَ التسمية القديمة: (وزارة المعارف) إلى هذه التسمية الحالية: (وزارة التربية والتعليم)، وأحسنَ أكثرَ في تقديم (التربية) على (التعليم)؛ لِـمَا تتضمَّنه مِن معنىً أخلاقيٍّ دقيق، ونَهجٍ سُلوكِيٍّ أنيق...

قال العلامة محب الدين الخطيب -رحمه الله- في مقاله (تعليمنا الإبتدائي والثانوي فاسد وتعليمنا الجامعي أشد فساداً) المنشور في مجلة الفتح:


(( التربية قبل التعليم:


والعيب الأساسي في مدارسنا ـ من الإبتدائي إلى الثانوي فالعالي ـ أنها معاهد تعليم لا تربية، وأن التعليم فيها نظري قلما يستفيد منه صاحبه في معترك الحياة وميادين العمل، وأن هذا التعليم النظري يتناول الذاكرة والحفظ أكثر مما يتناول الوعي والفقه، وأن ما يعتني بحفظه وتذكره منه إنما يراد منه الحصول على تلك الورقة التي يسمونها (شهادة) ليتسنى السعي بواسطتها للوظائف التي اشترطت تلك الشهادة للحصول عليها.
إن الفوز في معترك الحياة وميادين العمل مكتوب لصاحب التربية المتينة وإن كان علمه يسيراً أكثر مما هو مكتوب لصاحب العلم الكثير إن كان مجرداً من التربية. والعلم الذي يحتاج إليه من يخوض معترك الحياة كثيراً ما يكون غير العلم الذي تعلمه في المدرسة وأذكر أني كنت في مجلس شيخي العظيم الشيخ طاهر الجزائري في رمضان 1325 (اكتوبر 1907) وكان بين يديه شاب من محرري جريدة (الأهرام) يومئذ وهو الأستاذ خليل الخوري شقيق السيد فارس الخوري، وقد أخذ يشكو إلى الشيخ طاهر الجزائري أنه تعلم خمسة وعشرين علماً في الجامعة الأمريكية في بيروت ويتناول راتباً من خزينة الأهرام قدره سبعة جنيهات بينما الأستاذ داود بركات رئيس تحرير الأهرام يتناول أضعاف ذلك وهو لم يتعلم شيئاً من تلك العلوم. فأجابه الشيخ طاهر: إن داود بركات تعلم العلم اللازم لصناعة الصحافة ومهر فيه، وأنت تعلمت خمسة وعشرين علماً ليس فيها ما يلزم للصناعة التي تشكو من قلة راتبك فيها، ولولا أنك تلقيت مبادئ في التربية أهلتك للمران على الفوز في معترك الحياة لفشلت حتى في الحصول على هذا الراتب في جريدة الأهرام. وبالفعل فإن مزايا الأستاذ خليل خوري في تربيته وأخلاقه حملته على دراسة الحقوق إلى جانب اشتغاله في الصحافة، وكان منه بعد ذلك قاض من قضاة السودان، ولو كان ضعيف التربية لما أفادته علوم الجامعة الأمريكية شيئاً.
والتربية لا تكون إلا عملية، ولا تكون التربية عملية إلا إذا كانت المدرسة الأولية والإبتدائية للتلميذ كالبيت الصالح للإبن الصالح. ولقد سألت عشرات من كبار موظفي وزارة المعارف ورجال التعليم عن السبب في إلحاقهم أبناءهم بالمدراس الأجنبية ـ وقد تكون مدارس إرساليات تبشرية ـ فكان عذرهم أنها تعنى بالتربية ومدارسنا لا تعنى بها. والواقع أن الصبي اليهودي في القاهرة يدخل مدرس الأليانس الإسرائيلي في العباسية والصبي الكاثوليكي يدخل مدرسة الفرير في الخرنفش فيشعر كل منهما بصلة روحية بينه وبين المدرسة وبسلطان تهذيبي وديني للمربي الذي يشرف عليه، بينما صبيان مدارسنا الإبتدائية والثانوية يجربون ذكاءهم وينمون مداركهم بالعبث بمدرسيهم والإستهزاء بما يكون شاذاً من أوضاعهم وأطوارهم. ولا يشعر التلميذ في مدارسنا بأي سلطان روحي لأساتذته عليه. ولا بأي صلة أدبية بين قلبه وعقولهم، ونفسه ونفوسهم ، فكيف يتلقى رجال الغد أمانات التاريخ وتقاليده ورسالاته عن أساتذتهم ومهذبيهم ما دام هذا مبلغ مدارسنا من العناية بتربية الأخلاق؟
نعم ، إن في مدارسنا تربية، ولكنها تربية بدنية تعنى بحيوانية النشء، أما التربية الخلقية التي تعنى بإنسانيتهم ، وأما التربية الإسلامية التي تعنى بالإنسانية السامية (السبرمان) فهذه وتلك لا حساب لهما حتى الآن في مدارسنا....وهذا الطور الجديد الذي أقبلنا عليه لا تصلح له (المدرسة) ما لم تكن (التربية) هي الغرض الأول منها، و(التعليم) هو الغرض الثاني.
وضعت جمعية الهداية الإسلامية في إحدى السنين مذكرة بوجوب التعليم الديني والإمتحان به في المدارس، وذهب الأستاذ الكبير السيد محمد الخضر حسين بنسخة منها إلى شيخ الأزهر ( وكان الشيخ المراغي) ليستعين به على تأييد ما جاء في المذكرة، فأبى الشيخ أن يعد بالمساعدة والتأييد، واحتج بأن طلبة المدارس المدنية مهما تعلموا من علوم الدين لن يبلغوا ما تعلمه طلبة الأزهر. ثم وجه السؤال إلى الأستاذ الخضر قائلاً: وهل تعجبك حالة طلبة الأزهر؟ ولما طلب منه الأستاذ الخضر أن يضيف هذه الملاحظة إلى ما يكتبه، وأن يطلب من وزارة المعارف العناية بالتربية الإسلامية أيضاً؛ وأجاب بأن هذه مسألة كبيرة ! ولا أدري ولا أحد يدري لماذا تكون كبيرة، وكيف يسهل على القائمين بمدارس الفرير والجزويت والأليانس الإسرائيلي أن يعنوا بالتربية المسيحية والتربية اليهودية ثم يصعب على وزارة معارف كبيرة وغنية أن تعنى في مدارسها بالتربية الإسلامية؟ إنها تستطيع لو أرادت، ولكن المهم أن تريد، ولن تريد ما لم تؤمن بأن هذا من رسالتها، ولن تؤدي المدرسة رسالتها للقومية العربية في طورها الجديد ما لم تبادر وزارات المعارف في القاهرة وبغداد ودمشق وبيروت إلى هذا الواجب من بداية هذا العام الدراسي ولو بالإبتداء من الأطفال الذين يدخلون للمرة الأولى في هذه السنة مدارس الروضة والمدارس الأولية والإيتدائية. وحتى لو كان النجاح في السنة الأولى ضعيفاً لحداثة هذا النوع من العمل في مدارسنا فإن إصرار وزارة المعارف عليه. وتحتيمها العناية يه، ورسمها الخطط التهذبية لتحقيقه ومراقبة ذلك بجد واهتمام عاماً فعاماً، كفيل إن شاء الله بأن يكون لنا مدارس تخرّج المثقفين الصالحين)) انتهى المراد. (صحيفة الفتح ، العدد 849 (ذو القعدة، 1366 [سبتمبر 1947])، ص 857 ـ 862)


مع التنبه لبعض المآخذ على الشيخ محب الدين الخطيب في هذا الكلام من مثل التنويه بالقومية العربية؛ فإنه يُستطاع الاعتذار له بخصوص هذه الكلمة إذا تتبعنا المرحلة العصيبة التي كانت تمر بها الأمة في تلك الأيام من دعوات إلى الفرعونية, والتركية, والفينيقية, وغيرها في مختلف الدول العربية, وأيضاً بالتأمَّل في مطلب الشيخ وهو إدخال التربية الإسلامية في مقررات المناهج التعليمية التي كانت سائرة عليها الدول العربية؛ فكأنه -رحمه الله- يخاطبهم بما يقرِّون به؛ إذ لا يحفظ العربية والعروبة النافعة مثل التربية الإسلامية الصحيحة, والله الموفق.

أحمد جمال أبوسيف 03-27-2010 07:09 AM

جزاك الله خيرا شيخنا ونفع بكم
مقال نافع وفي وقته

أبو عبد الله محمد الهلالي 05-21-2010 05:59 PM

جزاك الله خيرا شيخنا...
مقال يضيئ الطريق في مسألة : (حكم الإضراب عن العمل )

عماد عبد القادر 03-25-2011 04:36 AM

أحسن الله لكم شيخنا


ايمن خليفه 03-25-2011 08:19 AM

جزاك الله خيراً شيخنا
لله أبوك ما يخلو موقف إلا ولكم فيه قول شرعي أصيل
حفظكم الله شيخنا وبارك فيكم

عبيدالله الأثري 03-25-2011 10:49 AM

جزاكم الله خيرا شيخنا

وكلل بالخير مسعاكم..

نصرة الحق بعدل وانصاف

أصلت لطلبةالعلم منهجية الرد بالعلم والحلم والأدب

فجزاك الله عنا خير الجزاء.

بوضياف ضرار 03-25-2011 11:14 AM

أبو جهاد الميلي;كما يقال : إذا عرف السبب بطل العجب، فاليوم المعلمون والأساتذة -إلا من رحم ربك- لا يرون في هذه المهنة الرسالة الإنسانية فضلا عن الواجب الديني الشرعي، يرونها كما يقال عندنا في الجزائر " خبزة جاهزة"، قبل عدة أيام في الجزائر أضرب المعلمون والأساتذه خمسة عشر يوما من أجل بعض الدريهمات وفوتوا على التلاميذ والطلبة ما فوتوا، وبعد تهديد وزير التربية والتعليم لهم بالفصل عادوا إلى أعمالهم ولكن بخبث ومكر و... فلقد عادوا إلى أقسام التدريس يطلبون من التلاميذ فتح الكتب والكراريس والنظر فيها دون شرح وتبسيط ولسان حالهم يقول :"تعلم من تعلم وجهل من جهل ومن لم يعجبه الأمر فهناك المدارس الخاصة" وهذا الكلام أصبح شائعا وذائعا في هذه البلاد واللله المستعان
حق الاضراب ، حق كفله القانون و دستور الدولة ، و المطالبة بالحقوق صارت من شيم و علامات تطور و تقدم الدول في هذا العصر ، لكن هذا الكلام لا نراه يصلح في دولنا العربية لان العمال عندنا ينظرون من جهة واحدة و هي جهة حقوقهم فقط ، و لا ينظرون الى حقوق غيرهم من تلاميذ و اولياء امور ،و لا يلتفتون الى ما يضيعونه على الطلبة من دروس و مشاريع كان لها ان تنجز في وقتها حسب الرزنامة المسطرة لها و البرنامج المرسوم من اول السنة الى آخرها ، مثيرين بذلك فوضى في توزيع الدروس السنوي .
ضف الى ذلك التسيب في القاء الدروس و التعامل السلبي مع الطلاب و عدم المبالاة بمطالب اولياء التلاميذ الذين تكثر شكاويهم عند ابواب ادارات المؤسسات التربوية ،ضف اليه التصرفات اللاأخلاقية من طرف بعض الاساتذة الذين يستغلون سذاجة الابناء و خاصة الاناث منهم .
هذه الاشياء نجدهم يغفلون عنها و لا تخطر لهم على بال ، و لو أتينا و حاسبناهم لوجدناهم لا يستحقون حتى أجرهم او رواتبهم المعهودة .....تسيب و غيابات و ألفاظ نابية و جفاء و عدم شعور بالمسؤولية و خيانة للامانة.......كل هذه الاشياء صارت علامة على مدرسي هذا الزمان و صار التعليم في هذا الزمان مهنة و فرغ من بعده التربوي و المعرفي و لم يعد رسالة تؤدى بل صار التعليم =خبزة ، و صار المعلم كالجائع الذي لا يملؤ عينه شيء .
السنة الماضية عندنا بالجزائر قام اساتذة التعليم الثانوي باضراب طويل تسبب في الغاء فصل دراسي كامل من السنة مما دفع بوزارة التربية بالغاء دروس من المقرر ، و تضخيم نتائج شهادتي الاعدادي و البكالوريا من اجل انتقال الطلبة المرحلة التالية ، مما نتج عنه انتقال طلبة الى المرحلة الجامعية بمستوى ضعيف جدا .
هذه الاشياء من يسدد فاتورتها ؟طبعا هم التلاميذ و اولياءهم

عماد عبد القادر 03-26-2011 12:21 AM

تُنكر بعض الصحف الصفراء الحزبية !
كلام الشرع والاستدلال به ويريدون تحكيم الشارع لا الشرع وبين الكلمتين حرف الألف
الأولى تقودك للهاوية
والثانية تقودك للنجاة

......

إن قلت قال الله وقال الرسول وبفهم السلف فأنت مُخذل مأجور تابع سلطاني .

أبوالوليد اليعقوبي 03-26-2011 06:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد عبد القادر (المشاركة 117819)
تُنكر بعض الصحف الصفراء الحزبية !
كلام الشرع والاستدلال به ويريدون تحكيم الشارع لا الشرع وبين الكلمتين حرف الألف
الأولى تقودك للهاوية
والثانية تقودك للنجاة.

بسم الله
كلمة الشارع في عرف أهل العلم من الفقهاء والأصوليين تنصرف إلى المولى سبحانه فلا حاكم إلاه ولا مشرع سواه . أما في لغة الصحافة المبتذلة الممتهنة الحديثة تنصرف إلى رأي الدهماء والغوغاء والنوكى والسوقة من الناس .
فلا ينبغي لطالب العلم أن يعدل عن لغة أهل العلم إلى لغة الصحافة المشوهة.


ابو العبدين البصري 03-27-2011 12:20 AM

لله درك شيخنا ابا الحارث في ايام الفتن أمام وفي التربية امام وفي الاصلاح امام لا حرمنا الله منك وزادك من فضله ورفع قدرك وقطع شانئيك0


الساعة الآن 05:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.