{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   دعوا التنازع والانقسامات/ فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=44220)

أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- 01-02-2013 09:11 PM

دعوا التنازع والانقسامات/ فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
 
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14338
دعوا التنازع والانقسامات

قال الله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، في هذه الآية الكريمة وفي غيرها أمرنا سبحانه بأن تكون أمة واحدة تحت قيادة إسلامية واحدة ولا نتفرق إلى جماعات وأحزاب وإذا حصل بيننا نزاع فإننا نحسمه بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)، كما أمرنا في هذه الآية أن نعبد ربا واحدا هو الله الذي خلقنا ورزقنا فقال: (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، فأمرنا بوحدة الكلمة والجماعة ووحدة العقيدة والعبادة، ولذلك خلقنا سبحانه فهو خلقنا لنجتمع في كلمتنا وعبادتنا، واستثنانا من أهل الإختلاف من رحمهم فقال: (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)، فالاجتماع رحمة والفرقة عذاب بنص هذه الآية الكريمة، وقد كانت هذه البلاد السعودية والحمد لله تسير على هذا المنهج جماعة واحدة وعقيدة واحدة دستورها كتاب الله وسنة رسوله وهو دستور (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)، ولكن في السنين الأخيرة دخلت بلادنا جماعات مختلفة كل جماعة لها منهج ولها قيادة فتأثر بها كثير من شبابنا فأحدثت فيهم انقسامات ومنازعات، ثم تطور الأمر إلى انقسام طلبة العلم في الانتساب إلى المشائخ، كل فريق منهم ينتسب إلى شيخ معين لا يأخذ إلا منه ويحذر مما سواه من المشائخ وإن كان هذا الشيخ لا يختلف عن الشيخ الآخر في معتقده ومنهجه وإنما هي تعصبات جاهلية ونزاعات شيطانية مما أضر بمجتمع أهل السنة والجماعة فأحدث الفرقة والتباغض بينهم حتى سنحت الفرصة للمبتدعة أن يظهروا في البلد ويكون لهم الأغلبية نظرا لاجتماعهم فيما بينهم وتفرق أهل السنة فيما بينهم مما يخشى معه من تغير الأوضاع في البلاد، فيا طلبة العلم ويا شباب أهل السنة دعوا هذه الانقسامات والنزاعات وليكن الولاء والبراء بينكم على الكتاب والسنة ومنهج أهل السنة والجماعة (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، واعملوا بقوله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)، واحذروا من دسائس الأعداء والمنافقين، فإنكم في زمن الفتنة التي لا عاصم منها إلا الاجتماع فيما بينكم على كتاب الله وسنة رسوله وتلقي العلم عن العلماء الراسخين الربانيين، وأنتم يا معشر العلماء والمدرسين اتقوا الله ووجهوا طلابكم إلى الوجهة السليمة والمنهج الصحيح والاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف الصالح وحذروهم من الانقسامات والمهاترات والانشغال بنشر العيوب وستر المحاسن (إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)، فإن بعض المدرسين يحرض على الفرقة والاختلاف ويسب هذا ويمدح هذا بغير حق ولا يهتم بشرح الدرس الموكل إليه.

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.


كتبه الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

1434-02-20هـ

ابو صالح الفلسطيني 01-03-2013 09:54 AM

يريد الشيخ أن يمنع الزاد مع بعض المواقع في الشبكة مثلا ؟
أم يريد الشيخ أن يترك بعضهم هوايته في البحث عن العورات ؟

أم يريد الشيخ أن يفقد بعضهم تلك اللذة عندما يعقب الكبراء على مواضيع الصيد الثمين ! لزلات اللسان وسقطات العلماء ؟

يا أخي يا أبا عبد الرحمن .

من يك ذا فم مر مريض *** يجد مرا به الماء الزلالا

------

ونسأل الله أن يصل الحال .

عمربن محمد بدير 01-04-2013 12:50 AM

اقتباس:

ثم تطور الأمر إلى انقسام طلبة العلم في الانتساب إلى المشائخ، كل فريق منهم ينتسب إلى شيخ معين لا يأخذ إلا منه، ويحذر مما سواه من المشائخ، وإن كان هذا الشيخ لا يختلف عن الشيخ الآخر في معتقده ومنهجه، وإنما هي تعصبات جاهلية ونزاعات شيطانية مما أضر بمجتمع أهل السنة والجماعة فأحدث الفرقة والتباغض بينهم، حتى سنحت الفرصة للمبتدعة أن يظهروا في البلد ويكون لهم الأغلبية نظرا لاجتماعهم فيما بينهم وتفرق أهل السنة فيما بينهم مما يخشى معه من تغير الأوضاع في البلاد.

بل حتّى علا صوت الليبيراليين ببلد التوحيد ..فهل من تصريح صريح ...
*/..... موضوع جديرٌ بالتثبيت

أبو الأزهر السلفي 01-05-2013 01:07 AM

دعوا التنازع والانقسامات - الشيخ الدكتور العلامة صالح بن فوزان الفوزان
 

دعوا التنازع والانقسامات

قال الله تعالى: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) في هذه الآية الكريمة وفي غيرها أمرنا سبحانه بأن نكون أمة واحدة تحت قيادة إسلامية واحدة ولا نتفرق إلى جماعات وأحزاب وإذا حصل بيننا نزاع فإننا نحسمه بالرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله قال تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) كما أمرنا في هذه الآية أن نعبد رباً واحداً هو الله الذي خلقنا ورزقنا فقال (وأنا ربكم فاعبدون) فأمرنا بوحدة الكلمة والجماعة ووحدة العقيدة والعبادة. ولذلك خلقنا سبحانه فهو خلقنا لنجتمع في كلمتنا وعبادتنا. واستثنى من أهل الاختلاف من رحمهم فقال: (ولا يزالوا مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) فالاجتماع رحمة والفرقة عذاب بنص هذه الآية الكريمة.

وقد كانت هذه البلاد السعودية والحمد لله تسير على هذا النهج جماعة واحدة وعقيدة واحدة دستورها كتاب الله وسنّة رسوله وهو دستور (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) ولكن في السنين الأخيرة دخلت بلادنا جماعات مختلفة كل جماعة لها منهج ولها قيادة فتأثر بها كثير من شبابنا فأحدثت يهم انقسامات ومنازعات. ثم تطور الأمر إلى انقسام طلبة العلم في الانتساب إلى المشائخ. كل فريق منهم ينتسب إلى شيخ معين لا يأخذ إلا منه ويحذر مما سواه من المشائخ وإن كان هذا الشيخ لا يختلف عن الشيخ الآخر في معتقده ومنهجه وإنماء هي تعصبات جاهلية ونزاعات شيطانية مما أضر بمجتمع أهل السنّة والجماعة فأحدث الفرقة والتباغض بينهم حتى سنحت الفرصة للمبتدعة أن يظهروا في البلد ويكون لهم الأغلبية نظراً لاجتماعهم فيما بينهم وتفرق أهل السنّة فيما بينهم مما يخشى معه من تغير الأوضاع في البلاد. فيا طلبة العلم ويا شباب أهل السنّة دعوا هذه الانقسامات والنزاعات وليكن الولاء والبراء بينكم على الكتاب والسنّة ومنهج أهل السنّة والجماعة (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله يحب الصابرين) واعملوا بقوله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) واحذروا من دسائس الأعداء والمنافقين. فإنكم في زمن الفتنة التي لا عاصم منها إلا الاجتماع فيما بينكم على كتاب الله وسنّة رسوله وتلقي العلم عن العلماء الراسخين الربانيين. وأنتم يا معشر العلماء والمدرسين اتقوا الله ووجهوا طلابكم إلى الوجهة السليمة والمنهج الصحيح والاجتماع على كتاب الله وسنّة رسوله ومنهج السلف الصالح وحذروهم من الانقسامات والمهاترات والانشغال بنشر العيوب وستر المحاسن (إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فإن بعض المدرسين يحرض على الفرقة والاختلاف ويسب هذا ويمدح هذا بغير حق ولا يهتم بشرح الدرس الموكل إليه.

وفق الله الجميع للعمل النافع والعمل الصالح وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
1434-02-20هـ

أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- 01-05-2013 05:23 PM

بارك الله فيك أخي أبا صالح

أبو أويس السليماني 01-05-2013 08:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- (المشاركة 228693)

دعوا التنازع والانقسامات( في السّعوديّة و في غيرها يا أهل السنة -في كلّ مكان دعوا التنازع و الانقسامات-).



كتبه الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

1434-02-20هـ

جزاه الله خيرا من شيخ فاضل ناصح ...

رضوان بن غلاب أبوسارية 01-05-2013 09:08 PM

السلام عليكم ورحمة الله


اقتباس:

... ثم تطور الأمر إلى انقسام طلبة العلم في الانتساب إلى المشائخ، كل فريق منهم ينتسب إلى شيخ معين لا يأخذ إلا منه ويحذر مما سواه من المشائخ وإن كان هذا الشيخ لا يختلف عن الشيخ الآخر في معتقده ومنهجه وإنما هي تعصبات جاهلية ونزاعات شيطانية مما أضر بمجتمع أهل السنة والجماعة فأحدث الفرقة والتباغض بينهم حتى سنحت الفرصة للمبتدعة أن يظهروا في البلد ويكون لهم الأغلبية نظرا لاجتماعهم فيما بينهم وتفرق أهل السنة فيما بينهم ...
إذا والحال كما ذكر الشيخ الفوزان حفظه الله بل أشد ، فإلى متى هذه اللغة الدبلوماسية التي يترجمها ويفهمها كل طالب علم على حسب شيخه وحزبه ، فلا تنفع ولا تغني ولا تسمن من جوع فكري يعيشه الشباب السلفي .


أخوكم أبوسارية

عمربن محمد بدير 01-05-2013 09:15 PM

أحسنتم شيخنا أبا أويس
فهاهي ثمرات التجريح ـ حيث ـ قويت شوكة الحزبية حتى أسّسوا حزبا بالجزائر سمّي زورا (سلفيّ)!

أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- 01-07-2013 02:18 PM

التفريغ منقول
قال الشيخ محمد الإمام
لقد فُتح باب شرّ في أيامنا، وما هو؟ باب شرّ وهو قضيّة الجرح والتّعديل لطلاب العلم، قضيّة الجرح والتّعديل لطلاب العلم.
طلاب العلم بحاجةٍ إلى أنّهم يسدّون هذا الباب، باب الجرح والتّعديل لا يُحسنُه ولا يقدر عليه إلاّ الرّاسخ في العلم، الّذي تجرّد عن الهوى، والّذي وطّن نفسَه على التّحرِّي في الأخبار وعلى التحرِّي في الأحكام بالعدل، وعلى الابتعاد عن هوى النُّفوس، وعن الانتقام، وعن وعن... إلخ.
تُلاحظ طالب العلم إذا اختصم مع أخيه؛ ما أدري إلاّ وهو يكذب عليه، وهو يتجاوز في حقِّه، هذا مع طالب، فكيف لا يَتجاوز لمّا يصير -بنظره- أنّه قد صار يُجرِّح ويُعدِّل؟
فهذه فتنة!
أنصح طلاب العلم أن يتوبوا إلى الله من الدّخول في هذه الأشياء، وأن يستقيموا على الدِّين، وأن يُحافظوا على إصلاح ألسنَتِهم، وأن تُكفّ الألسنة عمّا لا يجوز أن يتكلّم فيه الشخص.
اتق الله، راقب الله، وليس حجّة للشّخص أنّه يُطلق لسانَه كما يُريد، ويتعلّل أنّي قد سمعتُ كذا،هذا لا يكفي، هذا لا يكفي، جاء من حديث ابن عمر عن النّبيِّ عليه الصّلاة والسّلام قال: "من قال في مؤمن بما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال".
فنحن نعلم ونسير على هذا، أنّ الجرح والتّعديل ممّا عُرف به علماء الحديث أنّهم يسيرون على ذلك، لكن بضوابط شرعيّة، بضوابط شرعيّة؛ ولهذا أكثر أهل العلم لم يدخلوا في هذا الباب.
لماذا؟ رأوا، آثروا السّلامة، آثروا السّلامة وهم علماء، وهم علماء.
اقرأ عن السّلف، وانظر من الّذي كان مشتغل بهذا؟ إنّهم كبار العلماء، وكذلك إنّهم قليلون من العلماء، فأهل السُّنّة -بحمد الله- يُجاهدون أنفسَهم على إصلاح ألسنتِهم، على التّكلّم بما هو خير، على الدّعوة إلى الله ليقوموا بها، والنُّصح للعِباد، لكن لا يلعب علينا الشّيطان، ويدخل علينا الشّيطان من أبواب لا نُحسنُها.. من أبواب لا نُحسنُها، وليس مطلوب منّا هذه الأبواب؛ لأنّها فوق طاقتنا، وفوق قدرتنا العلميّة والعقليّة؛ فلهذا كما سمعتم، أقول هذا ناصحًا.. ناصحًا، وكما تُشاهدون أنّ الّذين انطلقوا في هذا المجال بدون ضوابط ولا قيود؛ أنّهم قد أضرّوا بأنفسِهم؛ فلهذا أنصح بأن لا تكون عبرة لغيرك، فاعتبر بغيرك ولا تكن عبرة لغيرك، فالمطلوب المحافظة على إصلاح الألسن.
وبهذه الدّار حرسها الله، ننصح لطلابنا أن يتعلّموا الأدب مع العلماء، مع الطّلاب، مع الزّملاء، مع الأصدقاء... الأدب، القول الطيّب، القول الحسن، البعد عن التّجاوز في الأحكام، البعد عن التّعجل في النّقل الّذي لم يثبت، البُعد عن الطّيش، أن نتّصف بصفات الرّزانة، بصفات الرّزانة.
نحن ليش نتعلّم؟ هل نتعلّم لنكون فوضويين؟ أم نتعلّم من أجل أن نكون قد نِلنا فائدة من العلم، قد نِلنا فائدة من العلم، بارك الله فيكم، وفّقنا الله وإيّاكم جميعاً.
المطلوب إصلاح الألسن، ومراقبة الله فيما نقول فيما نأتي وفيما ندر، نسأل الله نسأل الله نسأل الله بمنِّه وكرمه وفضله وإحسانه أن يُعيننا على إصلاح ألسنتنا، نسأل الله أن يُعيننا على إصلاح ألسنتنا ، فأدعو الله يا عبد الله، أنّ الله يُعينك على إصلاح قلبك، ولسانك، وسمعك، وبصرك، وعقلك، قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام : "الّلهم إنّي أعوذ بك من شرِّ سمعي، وشرِّ بصري، وشرِّ لساني ..." إلى آخر الحديث، قال الله: "ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلُّ أولئك كان عنه مسئؤلا".
نسأل الله لنا ولكم التّوفيق والسّداد والرّشاد، فلنصن ألسنتنا جميعا عمّا لا يعنينا، والله المستعان.

عبد الله السنّي. 01-07-2013 04:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- (المشاركة 230109)
التفريغ منقول
قال الشيخ محمد الإمام
لقد فُتح باب شرّ في أيامنا، وما هو؟ باب شرّ وهو قضيّة الجرح والتّعديل لطلاب العلم، قضيّة الجرح والتّعديل لطلاب العلم.
طلاب العلم بحاجةٍ إلى أنّهم يسدّون هذا الباب، باب الجرح والتّعديل لا يُحسنُه ولا يقدر عليه إلاّ الرّاسخ في العلم، الّذي تجرّد عن الهوى، والّذي وطّن نفسَه على التّحرِّي في الأخبار وعلى التحرِّي في الأحكام بالعدل، وعلى الابتعاد عن هوى النُّفوس، وعن الانتقام، وعن وعن... إلخ.
تُلاحظ طالب العلم إذا اختصم مع أخيه؛ ما أدري إلاّ وهو يكذب عليه، وهو يتجاوز في حقِّه، هذا مع طالب، فكيف لا يَتجاوز لمّا يصير -بنظره- أنّه قد صار يُجرِّح ويُعدِّل؟
فهذه فتنة!
أنصح طلاب العلم أن يتوبوا إلى الله من الدّخول في هذه الأشياء، وأن يستقيموا على الدِّين، وأن يُحافظوا على إصلاح ألسنَتِهم، وأن تُكفّ الألسنة عمّا لا يجوز أن يتكلّم فيه الشخص.
اتق الله، راقب الله، وليس حجّة للشّخص أنّه يُطلق لسانَه كما يُريد، ويتعلّل أنّي قد سمعتُ كذا،هذا لا يكفي، هذا لا يكفي، جاء من حديث ابن عمر عن النّبيِّ عليه الصّلاة والسّلام قال: "من قال في مؤمن بما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال".
فنحن نعلم ونسير على هذا، أنّ الجرح والتّعديل ممّا عُرف به علماء الحديث أنّهم يسيرون على ذلك، لكن بضوابط شرعيّة، بضوابط شرعيّة؛ ولهذا أكثر أهل العلم لم يدخلوا في هذا الباب.
لماذا؟ رأوا، آثروا السّلامة، آثروا السّلامة وهم علماء، وهم علماء.
اقرأ عن السّلف، وانظر من الّذي كان مشتغل بهذا؟ إنّهم كبار العلماء، وكذلك إنّهم قليلون من العلماء، فأهل السُّنّة -بحمد الله- يُجاهدون أنفسَهم على إصلاح ألسنتِهم، على التّكلّم بما هو خير، على الدّعوة إلى الله ليقوموا بها، والنُّصح للعِباد، لكن لا يلعب علينا الشّيطان، ويدخل علينا الشّيطان من أبواب لا نُحسنُها.. من أبواب لا نُحسنُها، وليس مطلوب منّا هذه الأبواب؛ لأنّها فوق طاقتنا، وفوق قدرتنا العلميّة والعقليّة؛ فلهذا كما سمعتم، أقول هذا ناصحًا.. ناصحًا، وكما تُشاهدون أنّ الّذين انطلقوا في هذا المجال بدون ضوابط ولا قيود؛ أنّهم قد أضرّوا بأنفسِهم؛ فلهذا أنصح بأن لا تكون عبرة لغيرك، فاعتبر بغيرك ولا تكن عبرة لغيرك، فالمطلوب المحافظة على إصلاح الألسن.
وبهذه الدّار حرسها الله، ننصح لطلابنا أن يتعلّموا الأدب مع العلماء، مع الطّلاب، مع الزّملاء، مع الأصدقاء... الأدب، القول الطيّب، القول الحسن، البعد عن التّجاوز في الأحكام، البعد عن التّعجل في النّقل الّذي لم يثبت، البُعد عن الطّيش، أن نتّصف بصفات الرّزانة، بصفات الرّزانة.
نحن ليش نتعلّم؟ هل نتعلّم لنكون فوضويين؟ أم نتعلّم من أجل أن نكون قد نِلنا فائدة من العلم، قد نِلنا فائدة من العلم، بارك الله فيكم، وفّقنا الله وإيّاكم جميعاً.
المطلوب إصلاح الألسن، ومراقبة الله فيما نقول فيما نأتي وفيما ندر، نسأل الله نسأل الله نسأل الله بمنِّه وكرمه وفضله وإحسانه أن يُعيننا على إصلاح ألسنتنا، نسأل الله أن يُعيننا على إصلاح ألسنتنا ، فأدعو الله يا عبد الله، أنّ الله يُعينك على إصلاح قلبك، ولسانك، وسمعك، وبصرك، وعقلك، قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام : "الّلهم إنّي أعوذ بك من شرِّ سمعي، وشرِّ بصري، وشرِّ لساني ..." إلى آخر الحديث، قال الله: "ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلُّ أولئك كان عنه مسئؤلا".
نسأل الله لنا ولكم التّوفيق والسّداد والرّشاد، فلنصن ألسنتنا جميعا عمّا لا يعنينا، والله المستعان.

هذا كلام يكتب بماء الذهب !


الساعة الآن 06:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.