{منتديات كل السلفيين} - رثاء الشيخ عزت خضر – رحمه الله ----لفضيلة شيخنا حسين العوايشة حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

رثاء الشيخ عزت خضر – رحمه الله -

تُــعــلِّــمــنـا وفــاتــك كـيـف نـحـيــا
ألا أنْــــعِـــم بـــهـــذي مِـــن وفـــــاةِ
وعــيــشـك كـان تـذكـيــراً وعِــلــمـــاً
يــوجّـهـنــا لــمــا بــعــد الــمــمــاتِ
وكــنــتَ مــعــلّــمــاً فــي كُــلِّ شـيءٍ
تُــدرّســنـــا نـــوال الــمــكـــرُمـــاتِ
فــأنــت فــي الـحــيــاة وبـعــد مــوتٍ
تــــزوّدنــــــا مــواعِــظَ نــافــعــــاتِ
وتـمـضــي مــســرعـــاً فــي كــلِّ بـــرٍّ
لأنــك قـــد عــشـقـت الــتـضـحـيـاتِ
رأَيــنــا ســبْـَـقــكــم فــي كــلِّ شــيءٍ
كـــأنـــك قــد ركــبــت الــعــاديـــاتِ
بــــلا كــــلـــلٍ ولا ســـأمٍ عـــطــــاءٌ
تـــذكِّـــرنــا جــيـــاد الــصــافــنــاتِ
تـحـب مـجــالــس الــعـلــمــاء جـمـاًّ
وتــظــهــر دائــمــاً فـــضــلَ الــدعــاة
تُـرحـب بــالــضــيــوف ومــن أتــاكـم
رأى جُـــدر الــبــيــوت مــرحّـــبـــاتِ
وتـكــرم ضــيــفــكــم أكــلاً وشــربــاً
تـــقــدّم مــن صــنــوفِ الــطــيــبــاتِ
فـكـاهـتـكـم لـهــا مــغــزى اعــتــبــارٍ
فـكـيـف يـكـون وَعْـظُـك فـي الـعُـصــاةِ
فـــإِنـــك فــي المــزاح تــفـيــد دومـــاً
وحـيــن الــجِــدِّ تـنـبـع بــالـعِــظـــاتِ
تـشـارك فـي الـمـسـرّةِ مـا اسـتـطــعــت
وأول مــن تُــــرى فــي الــنـــائــبــاتِ
ولـمّـا صـار مــنــك الـنــطــق عــبــئـاً
هـمَـسْـتَ وقـلـتَ أوصــي بـالــثــبــاتِ
ولـــن يـــنــســاكَ أيــتـــامٌ صِـــغـــارٌ
ولـــســـتُ أرى الأرامـــل نــاســيــاتِ
وتَــــبْـــلُـــغ مــن بــه عَـــوَزٌ وفــقْــرٌ
ولــو أبــدى إِلــيـــك تـــعــفّــفــــاتِ
وفــي إِصــلاح ذات الــبــيــن تــدعــو
وذلــك فــي الــعـشــي وفــي الــغــداةِ
بــصـــبـرٍ تــسـتــعــيـن بــه وحِــلـــمٍ
خـبـيـرٌ فــي حـلــول الــمــعــضــلاتِ
وتـكـظـم غـيـظـكـم فــي كــلّ حــيــنٍ
وهــذا الـكــظــم مــن شِــيَــم الــدعـاةِ
وتـُحـسـن لــلــمــســيء ولا تــبــالـي
وتــــدعــــو لا تـــمـــلّ إِلـــى الأنـــاةِ
(أعــزّتُ) إِن أتــيـت لـذهـن شــخــصٍ
تـــذكِّــرُ كــيــف إِتــقـــان الــصّــــلاة
تـــــذكِّـــــره بــــإِخـــلاصٍ وصِـــدْقٍ
تـــذكّـــره بــإِحــســـان الـــصِّــــلاتِ
وفــي رمــضــان يُـلـحـظ مـنــك جــودٌ
لــه هـــبُّ الــريــاحِ الــمــرســـــلاتِ
وعــنـــد الــســعـــي آداب وعِـــلــــمٌ
تُــعــلِّـــم مــن يــرى أَدب الــســعـــاةِ
وأنــت فــي الــنــوافــل فــي نــشــاطٍ
فــكــيــف يـكـون ذا فـي الـواجـبــــاتِ
بــآلاف الـــرجـــال وزنـــت عــنـــدي
وقــطــعــاً لــيــس ذلــك بالــمــئــاتِ
وجـــاءوا بــالــجــنــازةِ قــرّبــوهـــــا
يــســوّون الـــصـــفـــوف لــكـــل آتِ
سـأنـطـق إِن يـجُـز نـطـقــي وقــولــــي
ولم أك فـــي الــمـقـولــة فــي الــغـــواةِ
ألا لـــيـــت الأحــبـــة لـم يــقــولــوا
بــذاك الــيــوم حــيّ عــلــى الــصــلاةِ
صــحــبْــتَ إِمـامـنــا عُـمُـراً طـويــــلاً
لـتـظــفــر بــالــمــفــازة والــنـجــــاةِ
حـرَصْــت أن تــكــون لــه رفــيــقــــاً
لــيـبـقـى ذاك مـن بــعــد الــمــمـــاتِ
فـجـاوَرَ قـبـركـم قـبــراً عــظــيــمـــــاً
وهــذا كـــان مــن بــعــد الــوصــــــاةِ
إِلــى الـسـبـعـيـن مـن سـتـيـن عــامـــاً
يــعــيــش الــمــرء ثــمّ إِلــى الـرفــاتِ
كــذا قــال الــرسـول فـهـل صـحـونـــا
مــن الــغـــفــلات أو ذاك الــسـبــــات
حـديـث نـبـيّـنــا سـلـــوى ولــكـــــن
عـواطـف مـهـجـتـي تـأبـى صُـمـاتــــي
إِذا اســتـرْسـَـلــت فــي ذكــراك يومـــاً
ســأغــرق فــي بـحـور الــذكــريــــاتِ
ومـن يُـمـعـن فــلــيـسَ يــرى فـــؤادي
ولــكــن ذاك يــنــظــر فــي فُــتـــــاتِ
ولـو شُـرِع الـبـكــاء طــوال عــمــــري
لآثــرْت الـــبــقـــاء مـــع الــبــكــــاة
ولــو جــاز الـنـواح لــمــا مــلــلْــــتُ
وكــنــتُ عــلــى رؤوس الـنـائـحـــاتِ
ولــكـــن شــرْعُــنــا يــأبــى وإِنـــــي
لأربـــأ أن أكــــون مـــع الـــطـــغــــاة
ولــيّ الله حـــيـــن يـــراه قـــــــــــومٌ
فــذِكــر الله يــكــثــر فــي الــشــفــــاةِ
مـلائـكــة الإِلــه عـلـــى لــســانـــــي
تُـحـدِّث عـنـكـمُ أحـلـى الــصــفــــاتِ
ويــبــقــى الــقــول مـا دامـت حــيــاةٌ
عـلـى لُـسُــنِ الأفــاضـل والـثِــقـــــاتِ
عـلـى الـرحـمـن لـسـت أنـا الـمـزكّـــي
مـخـافـة أن أكــون مــع الــبـــغـــــــاةِ
أعــوذ بــخــالـقـي مـن شـر نـفـســــي
ومــن شــر اكــتـسـاب الــسـيـئـــــاتِ
ولـيـس لـنـا سـوى مـحـضِ احـتـســابٍ
وإِلا قـــد كُــتــبــنــا فــي الــعُــتـــــاةِ
لـــمِــثــل الــيــوم ذا هــيـــا أعــــدّوا
لــكــلٍّ يـومُــه مــن ذا الـمــمــــــاتِ
فـكـيـف تــرى قــلــوبــاً واجــفــــاتِ
وتُــتْــبــع بـعــدهــا بــالـــرادفـــــاتِ
ولا تـــأمَــلْ بــنــفــعٍ يــومَ بَـــعْــــثٍ
بـــــزوجٍ أو بــنـــيـــنٍ أو بــــنــــــاتِ
وكتب:
حسين بن عودة العوايشة

http://alawaysheh.com/play.php?catsmktba=338